لطالما ارتبطت شبه الجزيرة العربية بالصحارى الجافة والحرارة القاسية، ولكن مع التطورات العلمية الحديثة، بدأت الاكتشافات تكشف أسرارا مذهلة تحت الرمال، من بين هذه الاكتشافات، وجود نهر ضخم تحت صحراء السعودية، يعتقد أن طوله قد يكون ضعف طول نهر النيل، ما يفتح آفاقا جديدة حول تاريخ المياه الجوفية في المنطقة ومستقبلها.
اكتشاف النهر الضخم في السعودية
تشير الأبحاث الجيولوجية والاستشعار عن بعد إلى أن شبه الجزيرة العربية كانت تحتوي على أنهار وبحيرات واسعة في العصور القديمة، الأدلة المستمدة من صور الأقمار الصناعية أظهرت آثار مجاري نهرية ضخمة مدفونة تحت الرمال، ما يشير إلى وجود شبكة مياه جوفية ضخمة، حيث يعتقد العلماء أن هذا النهر ربما كان نشطا منذ آلاف السنين عندما كانت المنطقة تتمتع بمناخ أكثر رطوبة، ما يفسر وجود آثار حياة قديمة حوله، مثل المستوطنات البشرية والأحافير الحيوانية.
أهمية النهر المدفون للسعودية
وجود نهر بهذا الحجم يمكن أن يكون بمثابة “كنز مائي” للسعودية، حيث يمكن استغلال المياه الجوفية الضخمة المخزنة في مجراه المدفون، وتبرز الأهمية الاستراتيجية لهذا الاكتشاف في ظل الاعتماد المتزايد على تحلية مياه البحر وتوفير مصادر مياه جديدة للزراعة والصناعة، الخبراء يرون أن هذا الاكتشاف قد يعيد رسم خارطة الموارد المائية في السعودية، ويفتح المجال أمام مشاريع ضخمة لاستصلاح الأراضي وزيادة المساحات الزراعية في مناطق صحراوية.
النهر الصناعي العظيم: ليبيا ومصر على الطريق ذاته
على خطى هذا الاكتشاف السعودي، يجدر بنا النظر إلى مشروع “النهر الصناعي العظيم” في ليبيا، الذي يعتبر واحدا من أكبر المشاريع الهندسية في العالم لنقل المياه الجوفية، بدأ المشروع في الثمانينيات، وكان يهدف إلى نقل المياه العذبة من الخزانات الجوفية العميقة في الصحراء الليبية إلى المدن والمناطق الزراعية على الساحل، يتكون من شبكة أنابيب ضخمة تمتد لآلاف الكيلومترات، ما جعله يلقب بـ”أعجوبة القرن العشرين”.
ما كان يعتقد أنه صحراء قاحلة قد يكون في الواقع يخفي تحت رماله نهرا هائلا، قد يشكل مستقبلا جديدا للمياه في السعودية والمنطقة بأكملها.