في ظل التطور السريع في عالم التكنولوجيا، حيث أصبحت البطاريات جزءًا أساسيًا من جميع الأجهزة المحمولة، أدهش شاب طموح الجميع بابتكار فريد من نوعه: جهاز محمول يعمل بطاقة مستخلصة من حبة طماطم! هذا الابتكار ليس مجرد تجربة طريفة، بل يمثل خطوة جريئة قد تعيد تشكيل مستقبل الأجهزة الإلكترونية الصديقة للبيئة.
شاب يبتكر هاتفًا يعمل بحبة طماطم
يقول يوسف القحطاني، الشاب البالغ من العمر 26 عامًا: “كنت أتناول وجبتي وأفكر في مشكلة النفايات الإلكترونية”. ومن هنا وُلِدت فكرة الابتكار. بعد قراءته عن إمكانية توليد الكهرباء من الفواكه والخضروات عبر التفاعلات الكيميائية، تساءل: “لماذا لا أستخدم هذه الطاقة لتشغيل الأجهزة الإلكترونية؟”
بدأ يوسف بتجاربه باستخدام شرائح البطاطس والليمون، لكنه اكتشف أن الطماطم، بفضل احتوائها على نسبة عالية من الأحماض والمعادن، قادرة على توليد طاقة أكثر استقرارًا. وبعد شهور من التجارب والاختبارات، تمكن أخيرًا من تصميم نموذج أولي لهاتف محمول يستمد طاقته بالكامل من حبة طماطم واحدة!
كيف يعمل هذا الجهاز؟
يعتمد الهاتف على مبدأ بسيط لكنه مبتكر؛ يتم توصيل حبة الطماطم بأقطاب كهربائية مصنوعة من معادن مثل النحاس والزنك. يؤدي التفاعل الكيميائي بين الأحماض في الطماطم وهذه المعادن إلى توليد تيار كهربائي. يتم تخزين هذا التيار داخل مكثفات فائقة السعة (Supercapacitors)، مما يسمح بتشغيل الهاتف لفترة كافية لإجراء مكالمة قصيرة أو إرسال رسالة نصية.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من أن هذا الابتكار لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يواجه عدة تحديات. أهمها تحسين كفاءة توليد الطاقة وجعل الجهاز قادرًا على العمل لفترات أطول. ومع ذلك، يرى يوسف أن هذا المشروع قد يكون نقطة انطلاق لحلول بيئية مبتكرة، مثل شواحن الطوارئ الصديقة للبيئة أو حتى أجهزة إلكترونية تعتمد كليًا على مواد عضوية.
هل نحن أمام ثورة في عالم الطاقة البديلة؟
إذا استمر تطوير هذه التقنية، قد نشهد في المستقبل أجهزة تعمل ببدائل طبيعية ومستدامة، مما يُقلل من النفايات الإلكترونية ويحد من التلوث البيئي. ربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه حبة الطماطم ليست مجرد مكون غذائي مفيد، بل وسيلة لشحن هواتفنا وتشغيل أجهزتنا!