يُعتبر تقطيع البصل من أكثر المهام المطبخية المزعجة، ليس بسبب الوقت أو الجهد، بل بسبب الدموع التي تتسلل إلى أعيننا دون استئذان! لكن هل سمعت يومًا أن فتح صنبور الماء أثناء التقطيع يمكن أن يمنع هذه الدموع؟ قد يبدو الأمر كخرافة، لكنه في الواقع يستند إلى بعض المبادئ العلمية المثيرة.
لماذا يُسبب البصل الدموع؟
عندما نقطع البصل، تتحطم خلاياه الداخلية، مما يؤدي إلى إطلاق إنزيمات تتفاعل مع مركبات الكبريت الموجودة فيه. هذه التفاعلات الكيميائية تنتج غازًا يُعرف باسم أكسيد البروبانثيال، وهو المسؤول عن التهيج والحرقان في العين. عندما يلامس هذا الغاز الطبقة المائية التي تغطي العين، يتحول إلى حمض الكبريتيك، مما يدفع العين إلى إفراز الدموع لمحاولة التخلص من التهيج.
كيف يساعد فتح صنبور الماء؟
الماء الجاري يعمل كحاجز طبيعي، إذ يساعد في تقليل تركيز الغاز المتطاير قبل أن يصل إلى عينيك. إليك الطريقة التي يؤثر بها الماء في هذه العملية:
- امتصاص الغاز: يعمل الماء الجاري على امتصاص جزء من الغازات المتطايرة، مما يقلل من تركيزها في الهواء المحيط.
- تغيير اتجاه التيار الهوائي: الماء المتدفق يُحدث حركة هوائية طفيفة قد تمنع الغاز من الوصول إلى مستوى عينيك.
- تبريد الهواء: إذا كان الماء باردًا، فإنه يساهم في تبريد المنطقة، مما قد يُبطئ عملية التفاعل الكيميائي داخل البصل.
هل هذه الطريقة فعالة دائمًا؟
قد لا تكون هذه الحيلة فعالة بنسبة 100%، لكن الكثيرين يجدونها تساعد في تقليل الدموع بشكل ملحوظ. إذا كنت تبحث عن حماية إضافية، يمكنك تجربة تقنيات أخرى مثل:
- تقطيع البصل تحت الماء: حيث لا يُتاح للغازات الفرصة للتطاير.
- تبريد البصل قبل التقطيع: يقلل من نشاط الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الغاز.
- استخدام سكين حاد: يُقلل من تهتك الخلايا وبالتالي يقلل كمية الغاز المنبعثة.
فتح صنبور الماء أثناء تقطيع البصل قد يكون حلاً بسيطًا لكنه يعتمد على منطق علمي. رغم أنه ليس الطريقة الوحيدة، إلا أنه بالتأكيد يستحق التجربة لمنع الدموع المزعجة. والآن، يمكنك تقطيع البصل بكل راحة دون الحاجة إلى بكاء غير مبرر!