يعتبر توتر الطلاب أثناء فترة الامتحانات أحد أبرز التحديات النفسية التي تؤثر بشكل كبير على أدائهم الأكاديمي. هذا التوتر ليس مجرد شعور عابر، بل هو حالة نفسية معقدة تنعكس سلباً على قدرة الطالب على التركيز، تذكر المعلومات، وأحياناً حتى على حالته الصحية. العديد من الطلاب يواجهون حالة من القلق الشديد قبل وأثناء الامتحانات، مما يجعلهم يشعرون كما لو أنهم “نسوا” كل ما قاموا بمذاكرته طوال الأشهر الماضية، رغم أنهم كانوا يدرسون بشكل مكثف. هذه الظاهرة تحدث نتيجة لارتفاع مستويات الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تُفرز استجابة للضغط النفسي، مما يؤدي إلى تأثيرات جسدية وعقلية سلبية مثل تسارع ضربات القلب، الشعور بالغثيان، وفقدان القدرة على استرجاع المعلومات.
ما يحدث في الواقع هو أن القلق يعطل قدرة الدماغ على الوصول إلى المعلومات المخزنة، حيث يتم تشويش الذاكرة القصيرة والطويلة بسبب الضغط النفسي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الطلاب من أفكار سلبية مثل الشك في أنفسهم أو الخوف من الفشل، مما يزيد من مستوى التوتر ويخلق دائرة مفرغة من القلق المستمر. لذلك، يتطلب الأمر فهمًا عميقًا لكيفية تأثير التوتر على الدماغ والأداء الأكاديمي، وأهمية استخدام استراتيجيات فعّالة للتعامل مع هذا التوتر. من بين هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تكون تقنيات التنفس العميق، تنظيم الوقت بشكل جيد، والتفكير الإيجابي، بمثابة مفاتيح لتقليل حدة التوتر وتحسين قدرة الطلاب على تذكر المعلومات أثناء الامتحانات.
عجائب وطرائف الطلاب في الأمتحانات
في إحدى قاعات الامتحانات، جلس الطالب أمام ورقة الأسئلة وقد خيم عليه شعور بالضياع التام. شعر كأن عقله قد فرغ تمامًا من كل ما درسه، فكل ما كان قد حفظه وتدرب عليه طوال الفترة الماضية أصبح مشوشًا وغير قابل للوصول إليه. وعندما أمسك بالقلم ليبدأ في الإجابة، كتب في كراسة الامتحان عبارة بدت منه وهو في قمة الإحباط: “أقسم بالله يا دكتور، نسيت الجدول كله، ودخل في بعضه، وحليت لحضرتك امتحانات قديمة ومغبتش ولا محاضرة، بس مش عارف ليه كده!”، كلمات تعكس تمامًا ما يشعر به من قلق وتوتر شديدين. رغم أن الطالب كان يذاكر بجدية، إلا أن ضغط اللحظة جعل كل شيء يتداخل في عقله. هذه اللحظات من القلق تجعل الكثير من الطلاب يشعرون بالارتباك التام، مما يؤدي إلى إجابات غير دقيقة أو غير مكتملة. في مثل هذه المواقف، يشعر الطالب بالعجز عن التحكم في عقله وأدائه، رغم أنه بذل جهدًا كبيرًا في التحضير للامتحان.