تعدّ اللغة العربية من أغنى اللغات بالمفردات والتراكيب اللغوية التي تتميز بدقة معانيها. ومن الكلمات التي تثير تساؤلات كثيرة بين المتحدثين بالعربية كلمة “حليب”، إذ يتساءل الكثيرون عن جمعها الصحيح، وهل لهذه الكلمة جمع أصلاً أم أنها اسم جمع لا يُجمع؟ في هذا المقال، سنتناول القواعد اللغوية المتعلقة بجمع كلمة “حليب”، إضافة إلى استخدامها في السياقات المختلفة.
أصل كلمة “حليب” وخصائصها اللغوية
“حليب” اسم جامد يدل على سائل يُحلب من المواشي مثل الأبقار والماعز، ويُستخدم في اللغة العربية بصيغته المفردة للدلالة على المادة بشكل عام. والكلمة على وزن فعيل، وهو وزن شائع في اللغة العربية للكلمات التي تعبر عن الصفات أو المواد، مثل “عسل” و”طحين”.
ومن الخصائص اللغوية المهمة لكلمة “حليب” أنها مصدر بمعنى اسم المفعول، أي أن “الحليب” هو الشيء المحلوب، مثل “عجين” الذي يعني الشيء المعجون، و”طحين” الذي يعني الشيء المطحون. وهذا يفسر سبب صعوبة إيجاد جمع واضح للكلمة.
هل لكلمة “حليب” جمع؟
هناك آراء مختلفة حول إمكانية جمع كلمة “حليب”، وتنقسم إلى اتجاهين رئيسيين:
1. الرأي القائل بأن “حليب” لا يُجمع
يذهب كثير من علماء اللغة إلى أن “حليب” اسم مادة، وأسماء المواد لا تُجمع عادةً لأنها تدل على الشيء في هيئته غير المعدودة. فكما لا نقول “ألبان” بمعنى جمع “لبن”، ولا “طحينات” بمعنى جمع “طحين”، لا نقول “أحلبة” أو “حليبات”.
2. الرأي القائل بإمكانية جمع “حليب”
مع ذلك، هناك من يرى أنه يمكن جمع كلمة “حليب” عند الحاجة إلى التمييز بين أنواعه أو كمياته، وفي هذه الحالة يُستخدم الجمع “أحلبة” أو “حُلبان”، ولكنه نادر الاستعمال في الفصحى. وقد يُقال “حليبات” عند الحديث عن عبوات الحليب أو أصنافه المختلفة، ولكن هذا الجمع يُستخدم أحيانًا في اللهجات العامية أكثر من الفصحى.