تُعدُّ اللغة العربية من اللغات الغنية بالمفردات والتراكيب، وتمتاز بتعدد صيغ الجمع التي تتغير حسب بنية الكلمة وموقعها في الجملة. ومن الكلمات التي تُثير التساؤلات حول جمعها كلمة “امرأة”، إذ تختلف صيغ جمعها عن المعتاد في الجموع الشائعة. في هذا المقال، سنستعرض الأشكال المختلفة لجمع هذه الكلمة، وأسباب هذا التنوع، وبعض الاستخدامات اللغوية لها.
1. الجمع السائد لكلمة “امرأة”
الجمع الأكثر شيوعًا لكلمة “امرأة” هو “نساء”. وهذا الجمع غير قياسي، أي لا يتبع القواعد المعتادة في جمع المؤنث السالم أو جمع التكسير، بل هو جمع سماعيّ ورد عن العرب. والمفارقة أن هذا الجمع لا يتضمن جذر الكلمة الأصلية “م، ر، أ”، بل هو كلمة مستقلة تُستخدم للإشارة إلى مجموعة من النساء.
2. الجمع القياسي لكلمة “امرأة”
رغم أن “نساء” هو الجمع الأشهر، فإن هناك جمعًا آخر يمكن اشتقاقه من الكلمة بطريقة قياسية، وهو:
- “إمْرَأَات”: وهو جمع مؤنث سالم يُستخدم أحيانًا، لكنه أقل شيوعًا من “نساء”. يُلاحظ أن هذه الصيغة تستخدم في سياقات محددة، مثل التفريق بين مجموعة من النساء بشكل فردي، في حين أن “نساء” تُستخدم للدلالة على الجمع بوجه عام.
3. الفرق بين “نساء” و”إمْرَأَات”
- كلمة “نساء” تُستخدم في الحديث عن النساء بشكل عام دون تحديد. مثال:
- النساء شقائق الرجال.
- كلمة “إمْرَأَات” تُستخدم غالبًا في السياقات التي تحتاج إلى إبراز العدد بشكل واضح، مثل:
- جاءت ثلاث إمرأتات إلى الاجتماع.
4. سبب الاختلاف في الجمع
السبب وراء اختلاف جمع “امرأة” يرجع إلى التطور اللغوي والتاريخي للكلمة. فكلمة “نساء” كانت في الأصل تعني “ضعفًا” أو “أنوثة”، ثم تطورت دلالتها بمرور الزمن لتصبح الجمع المستخدم لكلمة “امرأة”. أما جمع “إمْرَأَات”، فهو اتباع للقاعدة القياسية لكنه لم يحظَ بالانتشار نفسه.
5. استخدامات الجمع في الأدب العربي
وردت كلمة “نساء” كثيرًا في الشعر والنثر العربي، مثل قول الشاعر:
وما التأنيثُ لاسم الشمسِ عيبٌ … وما التذكيرُ فخرٌ للهلالِ