مع حلول فصل الشتاء، يعاني الكثيرون من زيادة مفاجئة في الحاجة للتبول بشكل متكرر، مما يثير التساؤلات حول السبب وراء هذه الظاهرة، ورغم أن ذلك قد يبدو أمرا عارضا، إلا أنه ناتج عن مجموعة من التغيرات التي تحدث في الجسم بسبب الطقس البارد في هذا المقال، سنتناول الأسباب العلمية التي تقف وراء هذه الظاهرة وكيفية تأثير الأجواء الباردة على عملية التبول في الجسم البشري.
تأثير البرد على الدورة الدموية
عند انخفاض درجات الحرارة، يسعى الجسم للحفاظ على درجة حرارته الداخلية من خلال تقليص الأوعية الدموية في الأطراف، هذا التقلص يؤدي إلى زيادة الضغط الدموي في الأجزاء المركزية من الجسم من أجل التعامل مع هذا الضغط الزائد، يبدأ الجسم في زيادة إنتاج البول، تعمل الكلى على تصفية السوائل بشكل أسرع لتخفيف الضغط، مما يترتب عليه زيادة تكرار التبول. 
دور الجهاز العصبي في تكرار التبول
عندما يتعرض الجسم للبرد، يتم تحفيز الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن التفاعلات غير الإرادية مثل تسريع نبضات القلب وضيق الأوعية الدموية في هذه الأجواء الباردة، يسعى الجسم للتخلص من السوائل الزائدة لتخفيف العبء على الدورة الدموية نتيجة لهذا الاستجابة، تبدأ الكلى في إفراز كميات أكبر من البول للتكيف مع الوضع.
التغيرات الهرمونية في فصل الشتاء
- من العوامل الهرمونية التي تساهم في زيادة التبول في الشتاء، هو زيادة إنتاج هرمون الأدرينالين هذا الهرمون يساهم في تحفيز الجهاز العصبي وزيادة النشاط البدني، مما يؤدي إلى تسريع التبول.
- كما أن البرد يمكن أن يؤثر على هرمون الأنتيديوريتك (ADH)، الذي يلعب دورا رئيسيا في التحكم في كمية البول المنتجة من قبل الجسم في الطقس البارد، قد تنخفض مستويات هذا الهرمون، مما يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من البول كما يسعى الجسم للحفاظ على الماء بشكل أكبر في الأجواء الباردة، مما يخلق حاجة أكبر لإخراجه من خلال زيادة التبول.
في النهاية، يمكن القول أن زيادة التبول في فصل الشتاء هي استجابة طبيعية لمجموعة من العوامل البيئية والفيزيولوجية، وهي جزء من الطريقة التي يتكيف بها الجسم مع الطقس البارد.