للغة العربية غنية بمفرداتها وقواعدها، لكنها تحمل أيضًا بعض الكلمات التي تثير جدلًا بين اللغويين والمستخدمين. ومن بين هذه الكلمات “كهرباء”، التي تبدو في ظاهرها مفردةً لا جمع لها، مما يدفع البعض للتساؤل: هل يمكن جمعها؟ وإذا كان ذلك ممكنًا، فما الصيغة الصحيحة؟
جمع كلمة كهرباء
كلمة “كهرباء” مشتقة من الكلمة الفارسية “كهروبا”، التي تعني “الكهرمان”، وهو مادة تشحن بالكهرباء الساكنة عند فركها. وعند تعريب الكلمة، أُضيفت إليها الصيغة العربية لتصبح “كهرباء”، لتشير إلى الظاهرة الفيزيائية التي نعرفها اليوم.
من الناحية الصرفية، “كهرباء” اسم يدل على مفهوم غير ملموس، أي أنه اسم مصدر، مثل “هواء” و”ماء”، وهي أسماء يصعب جمعها لأنها تدل على أشياء غير معدودة.
هل لكلمة “كهرباء” جمع؟
هناك عدة آراء حول إمكانية جمع كلمة “كهرباء”:
- الرأي القائل بعدم جواز الجمع
وفقًا لقواعد اللغة العربية التقليدية، لا يُجمع اسم المصدر إذا لم يكن قابلًا للتعدد. فمثلًا، لا نقول “هواءات” ولا “ماءآت”، لأن هذه المفاهيم تُفهم بوصفها كليات لا تقبل التقسيم إلى وحدات مستقلة. وبما أن “كهرباء” اسم مصدر يدل على طاقة غير معدودة، فإن جمعها غير مألوف لغويًا. - الرأي القائل بإمكانية الجمع عند الضرورة
في بعض السياقات العلمية أو التقنية، يمكن استخدام جمع استثنائي لكلمة “كهرباء” عند الحديث عن أنواعها أو مصادرها المختلفة. وهنا قد نجد صيغًا مثل “كهرباءات” أو “كهرباوات”، على غرار “مياه” التي تستخدم للإشارة إلى أنواع مختلفة من الماء. - الاستخدام العملي في الحياة اليومية
في الاستعمال الشائع، نادرًا ما يحتاج المتحدث إلى جمع كلمة “كهرباء”، لأن المفهوم بحد ذاته يُفهم بشكل شامل. ومع ذلك، قد نجد في بعض الكتابات العلمية والتقنية تعبيرات مثل “أنواع الكهرباء” أو “مصادر الكهرباء”، مما يُغني عن الحاجة إلى جمع الكلمة بحد ذاتها.
خاتمة
في النهاية، تظل كلمة “كهرباء” من الكلمات التي يصعب تصريفها وفق القواعد المعتادة، لكن اللغة العربية ليست جامدة، وهي تتكيف مع الاستخدامات المختلفة. وفي الحالات التي تستدعي التفريق بين أنواع الكهرباء أو مصادرها، يمكن إيجاد بدائل لغوية مثل “أنواع الكهرباء” بدلاً من استخدام جمع غير مألوف. ومع ذلك، يظل الجدل قائمًا بين التمسك بالقواعد التقليدية ومرونة الاستعمال اليومي.