اليوم، نحتفل بذكرى هامة في تاريخ العلوم والتكنولوجيا؛ ففي مثل هذا اليوم 2 ديسمبر 1942، تم تشغيل أول مفاعل نووي في العالم، والذي كان في جامعة شيكاغو الأمريكية تحت إشراف العالم الإيطالي إنريكو فيرمي هذا الإنجاز التاريخي كان جزءًا من مشروع مانهاتن، الذي أُسس بهدف تطوير الأسلحة النووية خلال الحرب العالمية الثانية تم بناء المفاعل في سرية تامة، حيث تعاون فيرمي مع فريقه، ومنهم العالم المجري ليو زيلارد، لإتمام أول تفاعل نووي متسلسل خاضع للسيطرة. وكان الهدف الرئيس لهذا المشروع هو إثبات إمكانية استخدام الطاقة النووية، التي ستستخدم لاحقًا في إنتاج الأسلحة النووية، تبعًا لهذا النجاح التاريخي في “شيكاغو بايل-1″، تطورت التكنولوجيا النووية بشكل سريع. ففي عام 1951، تم إنتاج الطاقة الكهربائية لأول مرة من مفاعل أيداهو في الولايات المتحدة، بينما أنشأ الاتحاد السوفيتي أول محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في العالم، وهي محطة أوبنينسك النووية، في عام 1954.
كيف يعمل المفاعل النووي؟
يعتمد المفاعل النووي على عملية الانشطار النووي، حيث يتم قصف نواة ذرة اليورانيوم-235 بالنيوترونات، مما يؤدي إلى انقسامها إلى نوى أصغر (منتجات انشطارية)، مع إطلاق نيوترونات جديدة وكمية هائلة من الطاقة هذه النيوترونات الجديدة يمكن أن تسبب انشطارًا آخر في ذرات اليورانيوم المجاورة، مما يؤدي إلى تفاعل متسلسل مستمر.
تُستخدم الطاقة الحرارية الناتجة عن هذا التفاعل لتسخين الماء وتحويله إلى بخار، الذي بدوره يدير التوربينات لتوليد الكهرباء بهذا الشكل، تحول المفاعلات النووية الطاقة النووية إلى طاقة كهربائية، وهي عملية أكثر كفاءة من حرق الوقود الأحفوري التقليدي.
إرث إنريكو فيرمي
إنريكو فيرمي، الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1938، يُعد واحدًا من أبرز العلماء الذين ساهموا في تطوير الفيزياء النووية بعد هجرته من إيطاليا بسبب صعود الفاشية، استقر في الولايات المتحدة وأصبح أحد الأركان الأساسية في مشروع مانهاتن.
اليوم، يُعتبر تشغيل “شيكاغو بايل-1” بداية لعصر جديد في الطاقة النووية، الذي أحدث تأثيرًا عميقًا في مجالات الطاقة، والطب، والعلوم، رغم التحديات الأخلاقية والبيئية المرتبطة باستخدام هذه الطاقة.