شهدت ليبيا مؤخرا اكتشافا غازيا ضخما في حقل بحر السلام، الذي يعد من أهم مصادر الغاز الطبيعي في البلاد هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول في تلبية احتياجات ليبيا من الطاقة، فضلا عن تأثيره الإيجابي على الاقتصاد الوطني يأتي هذا الاكتشاف في وقت حساس، إذ يضيف قوة اقتصادية جديدة إلى البلاد ويعزز من موقفها في سوق الطاقة العالمي.
حقل بحر السلام موقع استراتيجي وإنتاج ضخم
يعتبر حقل بحر السلام من الحقول الغازية الرائدة في ليبيا بفضل موقعه المميز قرب الحدود التونسية، مما يعزز من تأثيره الإقليمي ينتج الحقل كميات ضخمة من الغاز الطبيعي تصل إلى ما بين 900 مليون إلى مليار قدم مكعبة يوميا، بالإضافة إلى 30 إلى 35 ألف برميل من المكثفات هذه الإنتاجات تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لليبيا من الغاز الطبيعي مع توفير فائض كبير للتصدير، وخاصة إلى الأسواق الأوروبية التي تبحث عن مصادر بديلة للطاقة.
احتياطيات ضخمة تضع ليبيا على خريطة الطاقة العالمية
يقدر احتياطي الغاز في حقل بحر السلام بنحو 55 تريليون قدم مكعبة، مما يجعله واحدا من أكبر الحقول الغازية في المنطقة يتم نقل الغاز من الحقل عبر خط أنابيب بحري إلى مجمع مليتة حيث يتم معالجته، ثم يصدر إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك إيطاليا عبر خط أنابيب “الدفق الأخضر” الذي يمتد بطول 540 كيلومترا.
تاريخ وتطور حقل بحر السلام
تعود بداية تطوير حقل بحر السلام إلى عام 1977، عندما بدأت الشراكة بين ليبيا وإيطاليا رغم ذلك، لم يبدأ الإنتاج الفعلي في الحقل حتى عام 2005 ومنذ ذلك الحين، شهد الحقل تطورات كبيرة، أبرزها مشروع عام 2020 لتثبيت منصتين جديدتين وحفر 31 بئرا بتكلفة استثمارية ضخمة وصلت إلى 5.6 مليار دولار.
أهمية إقليمية ودولية لحقل بحر السلام
يعتبر حقل بحر السلام ذا أهمية كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي على المستوى الإقليمي، يساهم الحقل في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ليبيا ودول الجوار، خاصة تونس أما على المستوى الدولي، فيحظى الحقل بأهمية خاصة لأوروبا، خاصة في ظل التوترات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية أصبح الحقل مصدرا بديلا للغاز الطبيعي لأوروبا التي كانت تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.