“الدولارات هتغرق السعودية”.. منجم ذهب بالمليارات تحت التراب يجعل السعودية تتربع على عرش الثروة عالميًا.. “الكل مذهول من اللي بيحصل”!!

تعد العلا واحدة من أبرز المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، حيث تحتفظ بأسرار تاريخية وطبيعية تعود إلى آلاف السنين. إن الاكتشافات الأخيرة في منطقة العلا، وخاصة ضمن مشروع “الجزيرة العربية الخضراء”، تسلط الضوء على التغيرات المناخية التي شهدتها الجزيرة العربية في العصور القديمة، وتكشف عن وجود بيئات غنية بالمياه العذبة والأنظمة البيئية المتنوعة التي ساهمت في استيطان الإنسان والحيوانات في تلك الفترات.

منجم ذهب بالمليارات تحت التراب يجعل السعودية تتربع على عرش الثروة عالميًا

IMG 2085

تؤكد الأبحاث البيئية والأثرية الحديثة أن الجزيرة العربية شهدت تغيرات مناخية كبيرة خلال عصر البلايستوسين الأوسط، ما جعل مناخها أكثر رطوبة، وهو ما أثر بشكل مباشر على انتشار الإنسان والحياة البرية في المنطقة. وقد أظهرت المسوحات الأخيرة لموقع النسيم في العلا، وهو أحد أقدم المواقع الأشولية في المملكة، أدلة على أن الإنسان كان يعتمد بشكل كبير على المياه العذبة المتوفرة في بحيرات قديمة. ويعتقد العلماء أن وجود هذه البحيرات كان عاملاً أساسياً في عودة الإنسان إلى المنطقة عدة مرات على مدار العصور.

اكتشافات أثارية تروي قصة الإنسان في العصور الحجرية:

يعد موقع النسيم واحدًا من أهم المواقع الأثرية التي كشفت عن أدوات حجرية تعود إلى العصر الأشولي، مثل الفؤوس الحجرية والرقائق التي استخدمها الإنسان في حياته اليومية. ما يميز هذا الموقع هو ارتباطه الوثيق بوجود بحيرة جافة، مما يوحي بأن الإنسان قد استقر في هذه المنطقة بسبب توفر المياه العذبة والحياة البرية الغنية التي كانت تحيط بها. ويعتقد الباحثون أن هذه الأدوات الحجرية تشير إلى قدرة الإنسان على استخدام الموارد الطبيعية بذكاء، وهو ما يعكس تطور مهاراته في الصيد والحرف اليدوية.

البحيرات العذبة ودورها في انتشار الإنسان:

تشير الدراسات إلى أن البحيرات العميقة التي تكونت خلال فترات ذوبان الجليد كانت تلعب دورًا كبيرًا في توزيع الحيوانات والإنسان في المنطقة. فوجود المياه العذبة كان عاملاً محوريًا في تكوين بيئات غنية تساعد على استقرار الكائنات الحية، بما في ذلك الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة والجمال. ويعزز ذلك فكرة أن المنطقة كانت توفر بيئة ملائمة للنمو السكاني وتنوع الحياة البرية، وهو ما ساهم في تكوين المجتمعات البشرية التي استوطنت المنطقة على مدار العصور.

التعاون الدولي في دراسة تاريخ الجزيرة العربية:

تسعى هيئة التراث السعودية، بالتعاون مع معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، إلى دراسة التغيرات المناخية والبيئية التي تعرضت لها شبه الجزيرة العربية عبر العصور. وقد أظهرت نتائج الأبحاث السابقة وجود العديد من البحيرات والأنهار التي نشأت حولها حضارات قديمة، مما يعكس تاريخًا غنيًا لشبه الجزيرة العربية، وتؤكد على الدور الكبير الذي لعبته في تكوين الحياة البشرية والحيوانية. ومن خلال هذه الدراسات، يهدف المشروع إلى تعميق الفهم حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على استيطان الإنسان وتفاعله مع بيئته.

اكتشافات مدهشة ومؤشرات جديدة:

من بين الاكتشافات المدهشة التي تم الإعلان عنها في الربع الأخير من عام 2020، تم العثور على آثار أقدام بشرية وحيوانية على أطراف منطقة تبوك، وهي تعتبر من أقدم الأدلة على وجود الإنسان والحيوانات في الجزيرة العربية. يعود تاريخ هذه الآثار إلى أكثر من 120 ألف سنة، مما يثبت أن الجزيرة العربية كانت مأهولة بالكائنات الحية في تلك الفترات، ويعكس حجم التنوع البيئي في المنطقة.

إن هذه الاكتشافات تساهم بشكل كبير في رسم صورة أعمق وأكثر دقة عن تاريخ الجزيرة العربية ودورها المهم في تطور البشرية على مر العصور.