في يوم من الأيام، كانت الطفلة “سارة” تلعب بسعادة في حديقة منزلها، تتأمل الأزهار وتستمتع بالهواء العليل. كانت تزين أذنها بحلق ذهبي أهدي إليها في عيد ميلادها، وهو ليس مجرد قطعة مجوهرات، بل يحمل قيمة خاصة في قلبها.
وبينما كانت تلهو، شعرت فجأة بخفة في أذنها، فوضعت يدها بسرعة لتفقد حلقها، لكنها تفاجأت باختفائه! تملكها القلق وبدأت بالبحث هنا وهناك، قلبت العشب، تفقدت الأرض، لكنها لم تجد له أثرًا. فركضت نحو والدتها والدموع تملأ عينيها، تخبرها بما حدث.
اللجوء إلى الله بالدعاء
بدل أن تُظهر الأم قلقًا أو غضبًا، احتضنت ابنتها بحنان وقالت:
“لا بأس، صغيرتي، سنبحث عنه، لكن قبل ذلك، لنرفع أيدينا بالدعاء، فالله سبحانه هو القادر على رد ما فقدناه.”
بعيون يملؤها الرجاء، همست سارة بدعاء بسيط:
“يا الله، أنت تعلم كم أحب هذا الحلق، أرجوك ساعدني في العثور عليه.”
لحظة العثور على الحلق
بعد لحظات من الدعاء، بدأتا البحث من جديد، ولكن هذه المرة بروح هادئة وثقة بأن الله سييسر لهما الأمر. وما هي إلا دقائق حتى أبعدت الأم بعض الأوراق الجافة بجانب الحديقة، لتلمح بريقًا خفيفًا بين الأعشاب. اقتربت أكثر، وإذا به الحلق الذهبي الذي أضاعته سارة!
غمر الفرح قلب الطفلة، وأخذت تشكر الله بسعادة غامرة، وعندها قالت لها والدتها بابتسامة:
“أرأيتِ كيف أن الدعاء باب لكل خير؟ لم يكن الحلق بعيدًا، لكنه كان مخفيًا، وعندما استعنا بالله، هيأ لنا السبيل لإيجاده.”
الدروس المستفادة
من هذه القصة البسيطة، أدركت سارة أن الدعاء ليس مجرد كلمات، بل هو يقين بأن الله يسمع ويرى، وهو القادر على تيسير الأمور متى شاء. وهكذا، تعلمت أن اللجوء إلى الله هو أعظم وسيلة للتغلب على المصاعب، وأن الثقة به تمنح القلب الطمأنينة والسكينة.
وهكذا تبقى هذه القصة تذكيرًا بأن الدعاء مفتاح الفرج، وأن من وكل أمره لله، وجد في نهاية الطريق ما يسره ويطمئنه.