في واقعة غريبة أثارت الجدل داخل الأوساط التعليمية، فوجئ أحد أساتذة الجامعة أثناء تصحيحه لأوراق الامتحان بإجابات مكتوبة بلغة “الفرانكو”، وهي الطريقة الشائعة بين الشباب في الدردشة عبر الإنترنت، حيث تُستبدل الحروف العربية بحروف إنجليزية وأرقام للدلالة على بعض الأصوات غير الموجودة في الإنجليزية، مثل “7” التي ترمز لحرف الحاء و”3″ التي ترمز لحرف العين.
صدمة المراقب وتصرف اللجنة
كان الطالب، ويدعى عمر، قد اعتاد الكتابة بهذه الطريقة في حياته اليومية، ولم يجد أي مانع من استخدامها في ورقة الامتحان. عندما لاحظ المراقب الأمر، لم يتمكن من تحديد ما إذا كان هذا خطأً أم مجرد سوء فهم للغة الرسمية المطلوبة في الإجابة. وبعد انتهاء الامتحان، تحولت ورقة عمر إلى “قضية” تمت مناقشتها داخل اللجنة الأكاديمية، حيث اختلفت الآراء بين من رأى أنها محاولة غير مقبولة للتلاعب باللغة، ومن اعتبرها مجرد انعكاس لطريقة تعبير الجيل الجديد.
لماذا كتب الطالب بالفرانكو؟
عند استجوابه، برر عمر فعلته قائلاً: “أنا أكتب كده طول الوقت على الموبايل وفي الشات، ومش واخد بالي إني كتبتها في الامتحان بنفس الطريقة.” كما أوضح أنه لم يكن يعتقد أن هناك مشكلة طالما أن الإجابة واضحة ومفهومة.
لكن المفاجأة كانت في رد فعل بعض زملائه، الذين أيدوا فكرته، معتبرين أن الفرانكو أصبحت لغة العصر الحديث، خاصة في التواصل عبر الإنترنت، وأنه ربما حان الوقت لإعادة النظر في طرق تقييم اللغة في الامتحانات.
التحديات التي يفرضها الفرانكو على التعليم
واقعة عمر ليست الأولى من نوعها، لكنها تفتح باب النقاش حول تأثير التكنولوجيا على اللغة، وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على التعليم. ومن أبرز التحديات:
- ضعف مهارات الكتابة بالعربية الفصحى: بسبب الاعتياد على الفرانكو، يجد بعض الطلاب صعوبة في التعبير بالفصحى.
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: أصبحت اللغة المختصرة والرموز شائعة لدرجة أنها تتسرب إلى الكتابة الأكاديمية.
- ضرورة تحديث المناهج: يجب على المؤسسات التعليمية التعامل بوعي مع التطورات اللغوية دون التفريط في قواعد اللغة الأم.
ما القرار الذي اتخذته الجامعة؟
بعد نقاش طويل، قررت الجامعة اعتبار الإجابة غير مقبولة، مع منح الطالب فرصة لإعادة الاختبار في موعد لاحق، شريطة الالتزام باستخدام اللغة العربية أو الإنجليزية بشكل رسمي. كما تم تحذير باقي الطلاب من تكرار الأمر، مع إطلاق مبادرة لتشجيعهم على تحسين مهارات الكتابة باللغة العربية.
هل الفرانكو خطر على اللغة؟
في النهاية، قد لا يكون الفرانكو “عدواً” للغة العربية، لكنه مؤشر على التغيرات التي تفرضها التكنولوجيا على طريقة التواصل. وبينما يمكن للطلاب استخدامه في حياتهم اليومية، يظل الالتزام باللغة الرسمية ضرورة في المجالات الأكاديمية والمهنية. فما حدث مع عمر هو مجرد جرس إنذار لحقيقة لا يمكن تجاهلها: اللغة تتطور، لكن هل نحن مستعدون لمواكبة هذا التطور دون التفريط في هويتنا اللغوية؟