على مر التاريخ، تمكن الإنسان من بناء حضارات مزدهرة في بيئات صعبة، لكن بعض هذه الحضارات لجأت إلى بناء مدنها تحت الأرض، إما لحماية سكانها من الغزوات أو لمواجهة الظروف القاسية، ومن بين هذه المدن، تبرز مدينة “ديرينكويو” التي تعتبر واحدة من أكثر الاكتشافات الأثرية إدهاشًا، فما هي قصتها؟
اكتشاف مدينة ديرينكويو
تم اكتشاف “ديرينكويو” عن طريق الصدفة في أوائل القرن العشرين، وهي مدينة عملاقة محفورة بالكامل تحت الأرض في تركيا، تتكون من شبكة معقدة من الأنفاق والغرف، حيث تشمل منازل، مطابخ، آبار مياه، أماكن عبادة، وحتى أنظمة تهوية متطورة، مما يعكس مستوى مذهلًا من الهندسة المعمارية التي استخدمها القدماء، ويعتقد أن سكان هذه المدينة كانوا قادرين على العيش بها لسنوات طويلة دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح.
الأساطير المحيطة بالمدينة
لم يكن الاكتشاف مجرد حدث أثري، بل أثار العديد من الأساطير، إذ يعتقد البعض أن “ديرينكويو” كانت مأهولة بمخلوقات غير بشرية، ولهذا السبب أُطلق عليها اسم “مدينة الجن”، كما أنها ارتبطت بأسطورة “مدينة النحاس”، التي يقال إن النبي سليمان أمر ببنائها بواسطة الجن، وهذه القصص جعلت المدينة أكثر غموضًا وإثارة للاهتمام.
أهمية هذه الاكتشافات
تكشف هذه المدن المدفونة عن براعة الإنسان القديم في التكيف مع بيئته، كما تسلط الضوء على التطور المعماري في العصور القديمة، مما يجعلها مصدرًا لا ينضب للأبحاث والاكتشافات الجديدة.