كشفت دراسة حديثة أن البروكلي الغني بمركب السلفورافان، قد يسهم في تحسين مستويات السكر في الدم لدى بعض الأشخاص خاصة الذين يتمتعون بتكوين معين من ميكروبات الأمعاء ومع ذلك، فإن فعالية هذا الطعام تختلف من شخص لآخر، ومقدمات السكري هي الحالة التي يكون فيها مستوى دم السكر في الدم بين المعدل الطبيعي ومعدل السكري ، ومن دون تدخل قد يتطور لدى ما يصل إلى 70% منهم مرض السكري من النوع الثاني، وهو من الأمراض الشائعة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية.
دور البروكلي في خفض سكر الدم

وأشارت الدراسة إلى دور ميكروبات الأمعاء في تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يشير إلى أن تكوين الميكروبات قد يؤثر على استجابة الأفراد للتدخلات الغذائية، وأوضحت الدراسة أن مركب السلفورافان الموجود في براعم البروكلي قد يقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد، لكن فعاليته في مقدمات السكري غير مؤكدة، ويعد فهم التأثير المشترك لمستخلص براعم البروكلي (BSE) وميكروبات الأمعاء على تنظيم الجلوكوز) أمرا ضروريا لتطوير تدخلات شخصية.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى أن القدرة على تنشيط السلفورافان قد تعتمد على جينات بكتيرية معينة في الأمعاء، مثل الجين BT2160، الذي يلعب دورا حاسما في تحويل السلائف غير النشطة للسلفورافان إلى شكلها النشط.
كيفية عمل هذه العشبة المعجزة
وأجريت الدراسة على أفراد لم يتناولوا أدوية سابقا ويعانون من مقدمات السكري. وتم اختيار المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 35-75 عاما ولديهم مستويات جلوكوز مرتفعة (6.1-6.9 مليمتر) ومؤشر كتلة جسم (BMI) بين 27-45 كيلو جرام، وبعد فحص 450 فردا، تم استبعاد أولئك الذين يعانون من حالات تؤثر على التمثيل الغذائي للجلوكوز ، وتلقت مجموعة من 44 مشاركا مستخلص براعم البروكلي، بينما تلقت مجموعة من 45 مشاركا الدواء الوهمي. تم قياس مستويات الجلوكوز في الدم الصائم، مقاومة الإنسولين، ووظيفة خلايا بيتا قبل وبعد العلاج. كما تم تحليل تكوين ميكروبات الأمعاء باستخدام تسلسل الحمض النووي.
نتائج الأبحاث
وأظهرت النتائج انخفاضا طفيفا في مستويات الجلوكوز الصائم بمقدار 0.2 مليمول/لتر في مجموعة المستخلص مقارنة بالمجموعة الوهمية، رغم أن هذا الانخفاض لم يصل إلى الهدف المحدد مسبقا (0.3 مليمول/لتر). ولم تكن هناك فروق كبيرة في المؤشرات الأيضية الثانوية مثل مؤشر كتلة الجسم أو مقاومة الإنسولين ، ومع ذلك أظهر تحليل فرعي أن هناك استجابة أفضل لدى فئة معينة. فقد أظهر الأفراد الذين يعانون من سمنة خفيفة ومقاومة منخفضة للإنسولين (والذين يصنفون كمرضى بالسكري المرتبط بالعمر الخفيف – MARD) استجابة أفضل لخفض السكر، حيث انخفضت مستويات الجلوكوز لديهم بمقدار 0.4 مليمول/لتر.
كما وجدت الدراسة أن وجود جين BT2160 في ميكروبات الأمعاء كان مرتبطا بزيادة فعالية السلفورافان، وخلصت النتائج إلى أن مستخلص براعم البروكلي قد يكون مفيدا لبعض الأفراد، خاصة أولئك الذين لديهم تكوين معين من ميكروبات الأمعاء وجين BT2160. ومع ذلك، فإن التأثير العام كان محدودا، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية تحسين هذه النتائج على المدى الطويل.