تعد الأطعمة فائقة المعالجة من أبرز العوامل التي تؤثر سلبًا على الصحة العامة، حيث تشكل تهديدًا لصحة الأفراد في جميع الفئات العمرية. ورغم جاذبيتها من حيث الطعم والمظهر وسهولة الحصول عليها، فإن هذه الأطعمة تحتوي على مكونات صناعية قد تكون ضارة بالصحة، مثل المواد الحافظة، الملونات، والدهون المهدرجة. الهدف من إضافة هذه المكونات هو تحسين النكهة والقوام وإطالة فترة صلاحية المنتجات، إلا أنها في المقابل تفتقر إلى القيم الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يجعل من الضروري تقليص استهلاكها واستبدالها بأطعمة صحية وطبيعية تعزز الصحة العامة.
وزارة الصحة الأردنية تحذر من نوع “طعام خطير” منتشر في الأسواق يسبب كـارثة
تقول حكمت بنت شويدر اليعقوبية، رئيسة قسم التغذية في مستشفى عبري بمحافظة الظاهرة، إن الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على مجموعة من المكونات الصناعية مثل الألوان والمنكهات والمواد الحافظة والدهون المهدرجة. وهذه الأطعمة تمر بعمليات معالجة معقدة تشمل إزالة المكونات الطبيعية واستبدالها بمكونات صناعية تهدف إلى تحسين النكهة، اللون، والقوام، وكذلك إطالة العمر الافتراضي للمنتج. من الضروري أن ينتبه المستهلكون إلى مكونات المنتجات الغذائية قبل شرائها، إذ يمكن تمييز الأطعمة الفائقة المعالجة من خلال مكوناتها.
تشير اليعقوبية إلى أن هناك العديد من المكونات التي قد تكون ضارة بالصحة، مثل السكر المضاف وشراب الجلوكوز والفركتوز، والتي تسهم بشكل كبير في زيادة الوزن وتعرض الجسم لمشاكل صحية مثل السكري وأمراض القلب. كما أن الدهون المهدرجة تشكل خطرًا على صحة القلب والأوعية الدموية، بينما يسهم الملح الزائد في الحفاظ على نكهة المنتج، إلا أنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. أيضًا، فإن النكهات الاصطناعية والمحليات المصنعة قد تحفز الجسم على استهلاك كميات كبيرة من الطعام، مما يزيد من فرص زيادة الوزن.
الأضرار الصحية الناتجة عن الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة
تستمر الأضرار الصحية للأطعمة فائقة المعالجة في التأثير على الجسم بطرق متعددة. أولًا، يمكن أن تسهم هذه الأطعمة في زيادة الوزن والسمنة بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر والدهون غير الصحية والملح، مما يزيد من السعرات الحرارية ويؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم. كما أن الدهون المتحولة والمهدرجة في هذه الأطعمة ترفع مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكر المضاف إلى مقاومة الأنسولين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ونقص الألياف الغذائية في هذه الأطعمة يسبب مشكلات هضمية مثل الإمساك وانتفاخ البطن. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.