في واقعة لاقت اهتماما واسعا في مصر، شهد المجتمع التعليمي حادثة غير اعتيادية أثرت بشكل عميق على الكثيرين، حيث أدت إجابة أحد الطلاب في امتحان اللغة العربية إلى بكاء معلميه، مما جعل هذا الحدث يتصدر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتسبب الخبر في حالة من الجدل والدهشة، لا سيما بعد أن تم الكشف عن مضمون الإجابة التي أثرت في قلب معلمي الطالب وأدت إلى ردود فعل إيجابية من الجميع.
السؤال والإجابة الغير تقليدية
تعود أحداث هذه القصة إلى امتحان مادة اللغة العربية، حيث طلب من الطلاب في إحدى المدارس أن يقوموا بإعراب آية قرآنية، الآية التي وردت في الامتحان هي: “خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ”، وعلى الرغم من أن هذه الآية قد تكون مألوفة للعديد من الطلاب، إلا أن المعلمين كانوا يتوقعون إجابات تقليدية تراعي القواعد النحوية الصحيحة، وفي هذه اللحظة، كان من المفترض أن يقوم الطلاب بإعراب الكلمة وفقًا لقواعد النحو الخاصة باللغة العربية، مثل تحديد نوع الفعل والمفعول به أو الفاعل، لكن إجابة هذا الطالب كانت مفاجئة بكل المقاييس.
إجابة الطالب: تأدب مع الله في كل تفصيل
عندما بدأ الطالب في الإجابة على السؤال، كتب كلمة “خلق” مستخدمًا الفعل الماضي، وهو ما يتناسب مع القواعد النحوية بشكل صحيح، لكن ما أثار إعجاب المعلمين وأدى إلى بكائهم هو الجزء الثاني من إجابته، فقد أضاف الطالب تعليقًا شخصيًا لا يتعلق فقط بالنحو، بل يحمل معاني أعمق وأسمى، حيث ذكر: “لن أكتب مبنيًا للمجهول تأدبًا مع الله عز وجل”، لم يكتفِ الطالب بتطبيق القواعد النحوية فحسب، بل أظهر تفكيرًا عميقًا ووعيًا روحيًا نادرًا في هذا السياق، مما يعكس الأدب الجم مع الله وتقدير الطالب للخالق في كل التفاصيل حتى في الامتحانات.
هذه الإجابة ليست مجرد تصحيح لغوي، بل هي رسالة مفعمة بالإيمان والاحترام تجاه الخالق، إذ إن الفعل “خُلِقَ” في الآية يأتي في صيغة المبني للمجهول، إلا أن الطالب، بتأدبه مع الله، قرر أن يكتب الفعل في صيغة الماضي “خلق” إظهارًا للتقدير والاحترام، حيث إنه لا يجوز أن يصف الإنسان خالقه باستخدام المبني للمجهول.
التأثير العميق على المعلمين
تأثر المعلمون بهذه الإجابة تأثرًا بالغًا، حيث لم تكن هذه إجابة عادية مثل باقي الإجابات التي كانوا يتوقعونها، بل كانت تعبيرًا عن الروحانية والمبادئ الأخلاقية التي يتحلى بها الطالب، مشاعر المعلمين كانت مزيجًا من الفخر، والتأثر العميق، والإعجاب بما تضمنته هذه الإجابة من تواضع واحترام لله، هؤلاء المعلمون شعروا أن هذا الطالب لا يجسد فقط الذكاء والمهارات اللغوية، بل يجسد أيضًا النمو الروحي والأخلاقي الذي ينبغي أن يتسم به كل طالب.