“اوصى بها النبي” واثبتت الدراسات الحالية فاعليتها في القضاء على الأمراض وتحسين المناعة والمزاج لازم تجربيها باستمرار

لطالما كانت السنة النبوية مصدر إلهام في التغذية الصحية، ومن بين الأطعمة التي حظيت بمكانة خاصة في هدي النبي ﷺ التلبينة، وهي حساء مصنوع من دقيق الشعير ونخالته، يُطهى بالماء أو الحليب ويُحلى بالعسل. جاءت الإشارة إليها في الحديث الشريف، حيث قال النبي ﷺ:

“التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن.” (رواه البخاري ومسلم)

وهذا يدل على فوائدها الصحية والنفسية التي أكدها الطب الحديث. فما الذي يجعل التلبينة غذاءً مميزًا بهذا الشكل؟

فوائد التلبينة في السنة النبوية

جاء في الحديث أن التلبينة تذهب ببعض الحزن، وهو ما أثبتته الأبحاث العلمية، حيث يحتوي الشعير على مركبات طبيعية تحفّز إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي معروف بتأثيره الإيجابي على المزاج والراحة النفسية. كما أن التلبينة تمد الجسم بالكربوهيدرات المعقدة التي تساعد على استقرار مستوى السكر في الدم، مما يقلل من التقلبات المزاجية والتوتر.

2. دعم صحة الجهاز الهضمي

التلبينة غنية بالألياف القابلة للذوبان، مما يجعلها ملينًا طبيعيًا يساعد في علاج الإمساك وتنظيف الأمعاء من السموم. كما تعمل على تغذية البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما يعزز صحة الأمعاء ويقي من مشكلات القولون العصبي.

3. تقوية القلب وخفض الكوليسترول

يحتوي الشعير في التلبينة على بيتا-جلوكان، وهو نوع من الألياف الذائبة التي تساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. كما أن التلبينة غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان في تنظيم ضغط الدم.

4. تعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات

تحتوي التلبينة على مضادات أكسدة قوية تحارب الجذور الحرة وتقلل من الالتهابات المزمنة في الجسم، مما يقي من الأمراض المزمنة مثل السكري والتهابات المفاصل. كما أن وجود الفيتامينات والمعادن مثل الزنك والسيلينيوم يعزز مناعة الجسم ويقويه ضد الأمراض الموسمية.

5. غذاء مثالي لمرضى السكري

يتميز الشعير بانخفاض مؤشره الجلايسيمي، ما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى السكر في الدم، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى السكري للحفاظ على استقرار مستوى الجلوكوز.

6. تحسين جودة النوم والاسترخاء

يحتوي الشعير على الميلاتونين والتربتوفان، وهما مركبان يساعدان على الاسترخاء وتحسين جودة النوم، مما يجعله طعامًا مثاليًا لمن يعانون من الأرق واضطرابات النوم.

كيف يمكن تحضير التلبينة؟

للحصول على فوائدها الكاملة، يمكن تحضير التلبينة بالطريقة التالية:

  1. المكونات:
    • ملعقتان كبيرتان من دقيق الشعير
    • كوب ماء أو حليب
    • ملعقة صغيرة من العسل (حسب الرغبة)
  2. طريقة التحضير:
    • يُضاف دقيق الشعير إلى الماء أو الحليب ويُطهى على نار هادئة مع التحريك المستمر حتى يتكاثف الخليط.
    • يُترك ليبرد قليلًا ثم يُضاف العسل للتحلية، ويُفضل تناوله دافئًا.

التلبينة ليست مجرد طعام عادي، بل هي وصفة نبوية تجمع بين الفوائد الغذائية والطبية، مما يجعلها علاجًا طبيعيًا للحزن والقلق وأمراض القلب والجهاز الهضمي. ومع التطور العلمي، أثبتت الدراسات الحديثة صحة ما جاء في السنة النبوية، ليبقى هذا الطعام البسيط كنزًا غذائيًا ينصح به الأطباء وخبر