عند السفر إلى أوروبا أو أمريكا، يلاحظ الكثير من العرب والمسلمين غياب الشطاف في الحمامات، مما يثير التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء ذلك، هل هو مجرد اختلاف ثقافي، أم أن هناك عوامل تاريخية وتقنية لعبت دورا في ذلك،و في هذا المقال، سنكشف لك الحقيقة وراء هذا الأمر، والتي قد تكون مفاجئة لك.
الجذور التاريخية والثقافية لعدم استخدام الشطاف
يرجع السبب الأساسي إلى العادات والتقاليد القديمة في أوروبا وأمريكا، في العصور الوسطى، كانت النظافة الشخصية في أوروبا أقل اهتماما مما هي عليه اليوم، ولم تكن هناك وسائل متطورة لتنظيف الجسم كما في الحضارات الأخرى، وعندما ظهرت أنظمة الصرف الصحي الحديثة، تم اعتماد ورق التواليت كوسيلة أساسية للنظافة بدلا من المياه، وأصبح جزءا من العادات اليومية التي لم تتغير مع مرور الزمن.
الأسباب التقنية والتصميم الهندسي للحمامات
تختلف أنظمة السباكة في أوروبا وأمريكا عن تلك الموجودة في الدول العربية والاسيوية، غالبا ما تكون الحمامات في المنازل والفنادق مصممة بطريقة تجعل إضافة الشطاف صعبة أو مكلفة، خاصة في المباني القديمة، كما أن بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، لم تعتمد الشطاف بسبب تفضيلها للأنظمة الأكثر شيوعا هناك، مثل ورق التواليت والمراحيض المزودة بوظائف تنظيف إضافية، كالمراحيض الذكية الحديثة.
التغيرات الحديثة وزيادة الوعي بأهمية الشطاف
في السنوات الأخيرة، ومع تزايد أعداد السياح والمهاجرين من الدول التي تعتمد على الشطاف، بدأ بعض الأوروبيين والأمريكيين يدركون فوائد استخدامه، سواء من الناحية الصحية أو البيئية، حيث يقلل من استهلاك ورق التواليت، ونتيجة لذلك، بدأت بعض المنازل والفنادق الفاخرة بإضافة الشطافات أو بدائل مثل “البيديه” في حماماتها، ولكن لا يزال انتشارها محدودا مقارنة بدول الشرق الأوسط واسيا.