هل زيارة القبور في رمضان حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل

يعد شهر رمضان من أفضل أوقات العام، حيث يسعى المسلمون إلى الاجتهاد في العبادة والطاعة، ومن أبرزها الدعاء لأحبائهم المتوفين، وفي هذا السياق، يتساءل البعض عن حكم زيارة القبور في رمضان، وما إذا كانت من الأعمال المستحبة أو المكروهة خلال هذا الشهر الفضيل.

حكم زيارة القبور في رمضان

أما بالنسبة لـ سؤال حكم زيارة القبور في رمضان، قامت لجنة الفتوى في مجمع البحوث الإسلامية بالإجابة عن هذا السؤال في منشور نشرته على فيس بوك، أن زيارة القبور هي من السنن المشروعة، حيث أن الزيارة تعمل على تذكير العبد بالموت وخشيته، لافتة إلى ما روى عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: «قال رسول الله ﷺ (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تذكركم بالآخرة ولتزدكم زيارتها خيرًا فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرًا»، رواه مسلم.

وأشار مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الأمر لا حرج فيه، وذلك لأن الشريعة الإسلامية لم تقم بتحديد أوقات معينة للزيارة، ولا حرج أو مشكلة من زيارتها في شهر رمضان.

زيارة القبور في رمضان

كما نشرت دار الإفتاء المصرية فتوى على موقعها الرسمي على الإنترنت، عن زيارة القبور في العيد، موضحة خلالها أنها واحدة من الأمور غير المستحبة، حيث أن العيد هو موسم الفرح، وزيارة القبور فيها نوع من الحزن وهو من الأمور المكروهة خلال أيام العيد.

بالإضافة إلى ذلك، أضافت الإفتاء المصرية أن زيارة القبور في العموم من السنن المستحب للرجال القيام بها، وأشارت إلى ما قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ إني قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، فَزُورُوهَا ولاَ تَقُولُوا هُجْراً … الحديث» (8)؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ بالآخِرَةَ» (9)؛ ولانتفاع الميت بثواب القراءة والدعاء والصدقة، وأُنْسِه بالزائر؛ لأن روح الميت لها ارتباطٌ بقبره لا تفارقه أبدًا، ولذلك يعرف من يزوره، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ في الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، إِلاَّ عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ» (10)، كما رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة القبور بالوعد بالمغفرة والثواب فقال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا» (11).