لو حسيت بالأعراض دي “زغللة ودوخة ورعشة” لازم تعمل اللي هقولك عليه فورا قبل ما تروح في غيبوبة ألحق نفسك وافتكر اني حذرتك!

في عيادتي، سألت أحد المرضى الذين يعتمدون على الإنسولين: “هل لديك جهاز قياس السكر لتسجيل قياساتك؟”
فرد بسرعة وبثقة: “بالطبع، لدي جهاز سكر، ولكن هل تعلم يا دكتور لماذا اشتريته؟”نظرت إليه وقلت: “لتتابع مستويات السكر لديك، وتضبط جرعات الإنسولين، أليس كذلك؟”هز رأسه نافيًا، ثم تابع حديثه بملامح جادة:”ليس لهذا السبب فقط. اشتريت جهاز قياس السكر خوفًا، وليس لمجرد المتابعة. لقد تعلمت درسًا قاسيًا من تجربة أخي الأكبر.”

قصة عبرة لمن لا يقيص الضغط

ثم بدأ يسرد لي قصة مأساوية تركت أثرًا عميقًا في حياته. كان شقيقه الأكبر مزارعًا، وعاد يومًا من الحقل وهو متعرق بشدة، يشعر بالارتعاش، وتعاني عيناه من تشوش الرؤية. لم يكن لديه جهاز قياس السكر، فافترض أن مستوى السكر لديه مرتفع، وأخذ جرعة إنسولين دون أن يتأكد. لكنه كان يعاني من انخفاض في السكر وليس ارتفاعًا، فأدى ذلك إلى دخوله في غيبوبة هبوط حاد، ولم يتمكن أحد من إنقاذه في الوقت المناسب، ليفارق الحياة بسبب خطأ يمكن تفاديه بسهولة لو كان لديه جهاز قياس السكر.

“لهذا السبب، عندما أشعر بأي أعراض تعب، لا أخمن حالتي الصحية، بل أستخدم الجهاز فورًا. أقيس مستوى السكر، وأحدد إن كان مرتفعًا أم منخفضًا، حتى أتخذ القرار الصحيح في التعامل مع حالتي.”

لماذا يحتاج مرضى السكري إلى جهاز قياس السكر؟

توضح هذه القصة المؤثرة أن جهاز قياس السكر ليس مجرد أداة لتسجيل الأرقام، بل هو خط دفاع أول ضد المضاعفات الخطيرة. يمكن أن يكون الفارق بين اتخاذ قرار علاجي صحيح أو ارتكاب خطأ قاتل.

فوائد جهاز قياس السكر لمريض الإنسولين

  1. تجنب الأخطاء القاتلة: كما حدث مع شقيق المريض، فإن التقدير الخاطئ لمستوى السكر قد يؤدي إلى قرارات خطيرة.
  2. الاستجابة السريعة للحالات الطارئة: معرفة مستوى السكر فورًا يتيح للمريض اتخاذ الإجراء المناسب، سواء كان تناول السكر لعلاج الهبوط، أو تعديل جرعة الإنسولين.
  3. متابعة تأثير الأطعمة والأدوية: يساعد الجهاز على فهم كيف تؤثر الوجبات والأنشطة اليومية على مستويات السكر.
  4. منع المضاعفات طويلة المدى: السيطرة الجيدة على السكر تقي من تلف الأعصاب، ومشاكل القلب، والمضاعفات الأخرى.

لا يجب أن يكون اقتناء جهاز قياس السكر مجرد روتين طبي، بل ضرورة حتمية لكل مريض سكري، خاصة لمن يعتمدون على الإنسولين. هذه القصة ليست حالة نادرة، بل درس يجب أن يتعلمه كل مريض: لا تخمن حالتك، قِسْها بدقة، لأن حياة الإنسان لا تحتمل الخطأ في قرارات العلاج.