تزخر اللغة العربية بالمفردات التي تحمل معاني عميقة ودلالات متعددة، ومن بين هذه الكلمات “لبيب”، التي تثير الفضول اللغوي، خاصة عند البحث عن جمعها الصحيح.
ما هو جمع “لبيب”؟
الجمع الصحيح لكلمة “لبيب” هو “ألباء”، وهو جمع تكسير، حيث تتغير بنية الكلمة عند الجمع، بخلاف صيغ الجمع السالم. ورغم أن “ألباء” قليل الاستخدام في اللغة اليومية، إلا أنه شائع في النصوص الأدبية والفكرية.
توجد أيضًا صيغة جمع أخرى وهي “لبباء”، لكنها أقل شيوعًا من “ألباء”.
أصل كلمة “لبيب” ومعناها
كلمة “لبيب” مشتقة من الجذر (ل-ب-ب)، الذي يرتبط باللبّ، أي جوهر الشيء وأفضله، مما يعكس معاني العقل والحكمة. تطلق الكلمة على الشخص الفطن، الحكيم، الذكي، وصاحب البصيرة النافذة.
وقد وردت مشتقات هذا الجذر في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:
“لأولي الألباب”، أي أصحاب العقول الراجحة.
استخدام كلمة “لبيب” عبر العصور
- في العصر الجاهلي: استُخدمت للإشارة إلى الشخص الحكيم والفطن في الحكم على الأمور، وكان الشعراء والحكماء يُوصفون بـ**”ألباء”** لقدرتهم على التعبير بذكاء.
- في العصر الإسلامي: اكتسبت الكلمة بعدًا دينيًا وأخلاقيًا، إذ استُخدمت في النصوص الفقهية والفكرية للدلالة على أصحاب العقول المستنيرة.
- في العصر الحديث: قلّ استخدامها في الحياة اليومية لكنها لا تزال تُستخدم في الأدب والفكر، حيث تُطلق على الشخص الحكيم والفطن، خاصة في السياقات الرسمية والأدبية.
تعكس كلمة “لبيب” عمق اللغة العربية، وجمعها “ألباء” يبرز مرونة العربية في تشكيل صيغ الجمع. ورغم ندرة استخدامه اليوم، إلا أنه يظل تعبيرًا عن قيمة الذكاء والفطنة في الثقافة العربية.