يعتبر شهر رمضان في السويد تجربة فريدة من نوعها للمسلمين الذين يعيشون هناك، خاصة في ظل ساعات الصيام الطويلة التي تتراوح بين 18 ساعة في مدينة مالمو جنوبًا، إلى 22 ساعة في أقصى الشمال في مدينة كيرونا. ففي بعض المناطق، لا تغرب الشمس إلا لأربع ساعات فقط، بينما في أماكن أخرى لا تغيب الشمس طوال فصل الصيف وهذه التحديات المناخية تضع المسلمين في السويد أمام أطول فترات صيام في العالم، ما يخلق بيئة فريدة من نوعها لاختبار الإرادة والصبر.
هل تعلم ما هي الدولة التي يصوم المسلمين فيها ليلا ونهارا في رمضان والسبب ؟!!
بسبب غياب أي قوانين تحدد ساعات العمل أو تغير من طبيعة الحياة اليومية في رمضان، يعتمد المسلمون في السويد على مجموعة من الأساليب للتعامل مع تحديات ساعات الصيام الطويلة. البعض يختار الصيام وفقًا لتوقيت مدينتهم المحلية، بينما يفضل آخرون اتباع توقيت مالمو أو حتى مكة المكرمة أو تركيا، في محاولة لتخفيف عبء الصيام الطويل. ومع ذلك، يفضل معظم المسلمين في السويد الالتزام بالتوقيت المحلي رغم الصعوبات، إيمانًا منهم بأهمية الصيام والاحتساب في هذا الشهر المبارك.
المساجد كمراكز روحية واجتماعية
تكتسب المساجد في السويد أهمية خاصة خلال رمضان، حيث تتحول إلى مراكز روحية واجتماعية تجمع المسلمين في صلوات التراويح، والإفطارات الجماعية، والفعاليات الثقافية. تسعى الجمعيات الإسلامية والمساجد إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين وإظهار جمال الإسلام للمجتمع السويدي. هذه الأنشطة الروحية والاجتماعية تساهم في تكريس روح التعاون والمحبة في الشهر الفضيل.
تقاليد رمضانية تنقل الطعم الشرقي إلى السويد
رغم بعدهم عن بلادهم، يحرص المسلمون في السويد على الحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم الرمضانية. تنتشر الحلويات الشرقية مثل القطايف والبقلاوة، إلى جانب المشروبات التقليدية كالعَرَقسوس والخروب، فضلاً عن التمر المحشو بالمكسرات، التي تُعتبر من الأطعمة الأساسية للتعامل مع فترات الصيام الطويلة وتوفير الطاقة اللازمة للجسم بعد يوم طويل من الصيام.
مساجد السويد: رمز للتنوع الإسلامي
تسمح القوانين السويدية ببناء المساجد في أي مكان، ما أسهم في ظهور العديد من المساجد في مختلف المدن السويدية. ومن أبرز هذه المساجد “مسجد ستوكهولم الكبير”، الذي تم تأسيسه بتمويل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. هذا المسجد يعد من أكبر وأهم المساجد في السويد، وهو رمز للتنوع الديني والثقافي الذي يميز المجتمع السويدي.
رمضان بنكهة عالمية
المجتمع الإسلامي في السويد يتمتع بتنوع ثقافي كبير، إذ يضم مسلمين من مختلف أنحاء العالم مثل البوسنة، تركيا، العراق، إيران، مصر، الجزائر، المغرب، وسوريا. هذا التنوع الثقافي يجعل من رمضان في السويد حدثًا مميزًا يجمع بين تقاليد وعادات مختلفة، ما يخلق جوًا روحانيًا دافئًا ومميزًا رغم التحديات المناخية. ومن خلال هذا التنوع، يكتسب رمضان في السويد طابعًا عالميًا يعكس وحدة المسلمين حول العالم رغم اختلافاتهم الثقافية.