“كنز يساوي ذهب” … طريقة عمل التلبينة النبوية او حساء الشعير الذي ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم لفوائده العديدة

في عالمنا المعاصر بات الاكتئاب أحد التحديات الصحية الصعبة التي تحدث للعديد من الأشخاص، وهذا ما دفع العلماء والباحثين إلى البحث عن حلول طبيعية فعّالة لتقليله ومن بين هذه الحلول التي أثبتت فعاليتها على مر العصور، تبرز التلبينة النبوية باعتبارها علاج غذائي ذو خصائص علاجية وفوائد صحية لا حصر لها، والتي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم  باهتمام بالغ وهذا يُثبت قدرتها على تخفيف مشاعر الاكتئاب والقلق بجانب تعزيز الصحة العامة.

عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5365 ) ومسلم ( 2216 ) .

قال النووي :

” ( مَجَمَّةٌ ) وَيُقَال : ( مُجِمَّةٌ ) أَيْ : تُرِيح فُؤَاده , وَتُزِيل عَنْهُ الْهَمّ , وَتُنَشِّطهُ ” انتهى .

وواضح من الحديثين أنه يعالج بها المريض ، وتخفف عن المحزون حزنه ، وتنشط القلب وتريحه .

ما هي التلبينة النبوية؟

تعتبر بمثابة طعام سائل تم تحضيره بواسطة طبخ كل من الشعير المحمص المطحون مع كمية من الحليب لبعض دقائق على النار ومن ثم وضع قليل من العسل عليه لتحليته، وقد نصح به رسولنا الكريم بتناولها كعلاج في حالة المرور بأحداث صعبة ومحزنة حيث أنها فعالة في تهدئة القلب والحد من الشعور بالحزن، وبالفعل انتشر استخدامها بين العرب لعلاج الأكتئاب.

كنوز صحية في التلبينة النبوية

تضم التلبينة النبوية عناصر غذائية فعالة للغاية والتي لها تأثير أساسي في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية وسنسلط الضوء على بعض الكنوز التي تقدمها.

  • احتوائها على الكربوهيدرات 

تحتوي “التلبينة النبوية” على كمية لا بأس بها من الكربوهيدرات والتي تم تقديرها بعد إجراء التحاليل بمعدل اثنين وعشرون فاصلة تسعى غرام لكل مائة سعرة حرارية، وهذه الكمية فعالة في تقليل الإكتئاب وتحسين الحالة المزاجية بنسبة ملحوظة وذلك لأن الكربوهيدرات تُحدث تأثيرًا كبيرًا على عملية إنتاج هرمون”Serotonin” كما أنه على الرغم من النسبة العالية للكربوهيدرات المتواجدة في التلبينة إلا أنها تضم نسبة من السكر ومذاقها شهي ورائع وكل ذلك يًحسن المزاج.

  • الزنك

تضم التلبية أيضًا نسبة من الزنك الفعال في الحد من الاكتئاب حيث تم إثبات وجود علاقة قوية بين قلة معدل الزنك والتعرض للإكتئاب كما أُثبت علميًا كفاءة تناول الزنك كمكل غذائي في العلاج المكافح للإكتئاب.

  • ارتفاع نسبة التربتوفان إلى الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة (Trp: BCAA) 

هناك علاقة بارزة تربط بين الأحماض الأمينية التي تحتوي عليها مختلف الأطعمة وبين معدلات “السيروتونين” الموجود في الدماغ تحديدًا معدل “التربتوفان “Trypotophan” إلى الأحماض الأمينية المتشعبة، وتأتي التلبينة النبوية بنسبة “التربتوفان” العالية نسبة إلى الأحماض الأمينية المتشعبة عند مقارنتها مع النسبة المتواجدة في كل من الشعير والحليب وهذه النسبة ترفع من معدل التربتوفان المتواجد في الدماغ، وبالتالي يكون لها تأثير إيجابي على الدماغ ومن ثم الحد من فرصة الإصابة بالإكتئاب.

طريقة تجهيز التلبينة النبوية

يجب تحضير التلبينة النبوية بالطريقة الصحيحة التي تضمن لك الاستفادة من كافة فوائدها وعلى رأسها الحد من الإكتئاب وتمثلت هذه الطريقة فيما يلي: 

المكونات 

  • 2 ونصف كوب من الماء.
  • ¼ كوب من الشعير.
  • 2 ونصف لتر من الحليب السائل.
  • ¼ كوب من العسل.
  • كمية قليلة من المكسرات.

خطوات التحضير

  • القيام بغسل الشعير وتنظيفه تمامًا ثم وضعه في مكان مكشوف ليجف.
  • ثم يتم طحن الشعير وتحميصه على النار ومن ثم إضافة الماء وتركهم حتى يغليا مع بعضهم.
  • بعد ذلك يتم رفع التلبينة عن النار وتركها حتى تبرد.
  • يتم وضع ملعقتين من التلبية في الكوب الواحد ثم سكب الحليب البارد.
  • ومن ثم إضافة العسل والمكسرات.