نقل المؤرخ الإغريقي هيرودوت عن بناء الأهرامات في عام 450 قبل الميلاد، رواية غريبة عن الفرعون خوفو، الذي وصفه بأنه ملك شديد القسوة وفقا لهيرودوت دفع خوفو ابنته للعمل في بيت للبغاء لجمع المال بعد أن فقد ثروته، لكنها، سعيا لترك بصمة أخرى، طلبت من كل زبون حجرا هدية، واستخدمت هذه الأحجار لبناء هرم ضخم ما زال قائما حتى اليوم على هضبة الجيزة قرب نهر النيل.
تعدد النظريات حول بناء الأهرامات
حين كتب هيرودوت عن الأهرامات كانت قد مضت عليها نحو ألفي عام، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف النظريات حول كيفية بنائها وأغراضها في العصور الوسطى اعتقد البعض أنها مخازن للحبوب، كما ذكر في قصة النبي يوسف، وفي فترات لاحقة، طرحت فرضيات أخرى تشير إلى أنها مراصد فلكية أو حتى محطات استقبال لكائنات فضائية.
المقابر الملكية ودلائل الدفن
رغم كل الفرضيات لا تزال الفكرة الأكثر قبولا بين علماء المصريات هي ان الاهرامات كانت مقابر للفراعنة حيث يقع معظمها على الضفة الغربية لنهر النيل، التي ارتبطت في المعتقدات المصرية القديمة بالعبور إلى العالم الآخر، وعثر بجوارها على مراكب جنائزية طقسية وأضرحة لأفراد الأسرة الحاكمة، مما يعزز هذه النظرية.
ألغاز المقابر الفارغة
لكن مع ذلك فإن عدم العثور على مومياوات داخل الأهرامات شكل لغزا محيرا، وعلى مدى القرون، دخل المستكشفون والعلماء العديد من الأهرامات، لكنهم وجدوا توابيت حجرية فارغة مرارا وتكرارا، ويفترض معظم الباحثين أن المقابر قد نهبت منذ العصور القديمة، حيث كان اللصوص أكثر اهتماما بالذهب والمجوهرات من الجثث المحنطة.
حيل الفراعنة ضد لصوص القبور
حاول الفراعنة تأمين مقابرهم بطرق معقدة لمنع عمليات السرقة، وفي هرم أمنمحات الثالث بهوارة، صممت الممرات بشكل مضلل، ووضعت أحجار ضخمة لسد الطرق المؤدية لغرفة الدفن، ومع ذلك لم تمنع هذه الإجراءات لصوص القبور، سواء في العصور الفرعونية أو في فترات لاحقة مثل العصر العباسي، حيث دخل الحاكم عبد الله المأمون إلى الهرم الأكبر ليجد تابوته الحجري فارغا.
مغامرات المستكشفان والبحث عن الكنوز
في القرن التاسع عشر انطلق المستكشفون الأوروبيون إلى مصر بدافع الشغف بالآثار، وكان من بينهم جيوفاني بلزوني، الذي استخدم معدات حربية لاختراق جدران هرم خفرع، وعلى الرغم من جهوده، لم يجد سوى عظام لثور، ربما كانت ضمن قرابين قديمة.
مقبرة توت عنخ آمون والاكتشاف الأهم
شهد عام 1923 حدثا استثنائيا، حين عثر عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر على مقبرة الملك توت عنخ آمون، التي كانت مليئة بالكنوز، بما في ذلك تابوت ذهبي، ولكن هذا الاكتشاف لم يحل لغز الأهرامات، لأن توت عنخ آمون لم يدفن في هرم، بل في مقبرة بوادي الملوك.
لعنة الفراعنة: حقيقة أم خرافة؟
بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، توالت أحداث غامضة، حيث توفي إيرل كارنافون، ممول البعثة، بشكل مفاجئ، ولحقه بعض الأشخاص الذين دخلوا المقبرة، مما أشعل نظرية لعنة الفراعنة، خاصة بعد العثور على نقش تحذيري داخل المقبرة.
اكتشافات حديثة وأمل جديد بشأن الأهرامات
في عام 1925 كشف فريق من علماء الآثار الأمريكيين بقيادة جورج رايزنر عن مقبرة الملكة حتب حرس، والدة خوفو، بالقرب من الهرم الأكبر، ورغم أن التابوت كان فارغا، إلا أنهم وجدوا أحشاءها محفوظة داخل خزانة صغيرة.
منطقة الأهرامات- أرشيفية
أما في عام 1951 فقد أعاد عالم المصريات زكريا غنيم الأمل بالعثور على مقبرة غير منهوبة، عندما اكتشف بقايا هرم في سقارة، وبعد تجاوز عدة جدران حجرية، وصل إلى غرفة الدفن، ليعتقد أنه عثر على المقبرة السليمة للفرعون سخم خت، لكن المفاجأة كانت أن التابوت كان فارغا مجددا، مما زاد من غموض الأهرامات وأسرارها.