تأتي على عقولنا بين الحين والأخر الكثير من التساؤلات، وربما أبرزها هو ضوء الشمس، أول ما ينير في حياتنا، فبالطبع يبدو الفضاء مظلمًا رغم إشعاع الشمس القوي، في حين أن الأرض تبدو مضيئة، ويعود السبب إلى وجود الغلاف الجوي الذي يبعثر ضوء الشمس، وخاصة اللون الأزرق، مما يجعل السماء تبدو زرقاء، أما في الفضاء، حيث لا يوجد غلاف جوي، فإن الضوء لا يجد ما يعكسه أو يشتته، فيمر مباشرة دون أن يخلق إضاءة مرئية، مما يجعل الفراغ المحيط يبدو مظلمًا.
لماذا لا تنير مليارات النجوم الفضاء؟
- رغم وجود عدد هائل من النجوم في الكون، إلا أن الفضاء لا يبدو مضيئًا بالكامل، وهو ما يعرف بـ”معضلة أولبرز”، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها أن الكون في حالة تمدد مستمر، مما يؤدي إلى ابتعاد النجوم عنا فتضعف إضاءتها.
- بالإضافة إلى ذلك، تمتص بعض الأطوال الموجية للضوء عبر الزمن، ما يجعلها غير مرئية للعين البشرية.
- فضلًا عن التوزيع غير المتجانس للنجوم، حيث توجد مناطق شديدة الكثافة وأخرى شبه خالية، مما يقلل من الإضاءة المنتشرة.
ماذا لو اختفى الغلاف الجوي؟
يلعب الغلاف الجوي دورًا أساسيًا في إضاءة السماء على الأرض، فإذا اختفى يومًا ما، فسوف تصبح السماء مظلمة تمامًا كما هو الحال في الفضاء، وهذا ما يحدث على القمر والمريخ، حيث إن غلافهما الجوي ضعيف أو شبه معدوم، مما يجعل السماء هناك تبدو سوداء حتى في وضح النهار، باختصار، غياب الغلاف الجوي يعني غياب التشتت الضوئي، وبالتالي يظل الفضاء مظلمًا على الرغم من وجود مصادر ضوء قوية مثل الشمس والنجوم.