مر نحو 37 عامًا على عرض فيلم “منزل العائلة المسمومة”، الذي يعتبر من أهم الأفلام التي قدمتها السينما المصرية في فترة الثمانينيات ويعد هذا الفيلم من أبرز الأعمال التي شارك فيها كبار نجوم الفن المصري، وأبرزهم فريد شوقي، نادية لطفي، سمير صبري، يسرا، تحية كاريوكا، هياتم، ووحيد سيف والفيلم من إخراج محمد عبد العزيز، ويعد واحدًا من الأعمال التي لاقت نجاحًا كبيرًا عند عرضه في عام 1986، ولا يزال يحظى بشعبية بين عشاق السينما المصرية وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه، فإن هناك بعض الملاحظات التي قد تؤثر على متعة المشاهدين، مما يضعه في دائرة النقد من ناحية التفاصيل الفنية.
قصة الفيلم وأحداثه
تدور أحداث فيلم “منزل العائلة المسمومة” حول شخصية “سناء”، التي تقوم بدورها نادية لطفي، التي تكتشف العلاقات النسائية المتعددة التي يشترك بها زوجها “شاكر” وبينما تجد “سناء” نفسها تتعرف على شخصية أخرى تدعى “هاشم”، الذي يتوطد علاقته بها تدريجيًا ومع تقدم الأحداث، يبدأ “هاشم” في التعرف على العلاقات الأسرية المتشابكة والمفككة داخل عائلة “سناء”، مما يدفعه لاستغلال هذه العلاقات لصالحه وعلى الجانب الآخر، يظهر “عرفان”، زوج شقيقة “سناء”، الذي يحاول الضغط على ابنته “هدى” للزواج من أحد الأثرياء العرب، بهدف تحقيق مكاسب مالية عبر استغلال أموال العائلة ويعرض الفيلم من خلال هذه الشخصيات والصراعات العائلية خيوطًا معقدة من العلاقات الإنسانية التي تنكشف مع مرور الوقت.
النجاح الجماهيري للفيلم
حقق فيلم “منزل العائلة المسمومة” نجاحًا لافتًا عند عرضه في السينما، حيث جذب العديد من المشاهدين بفضل مزيج من التشويق الدرامي والعلاقات الإنسانية المعقدة التي تم طرحها، كما استطاع أن يلفت الأنظار من خلال أداء الفنانين المتميزين الذين قدموا أدوارهم ببراعة، ليعكس الفيلم صورة من الحياة الأسرية والصراعات التي يمكن أن تحدث داخل البيوت المصرية، ما جعله يحافظ على مكانته كأحد الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية.
الهفوات التي أثارت الجدل
رغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، إلا أن هناك بعض الهفوات التي أثارت انتباه بعض المشاهدين وأبرز هذه الأخطاء كان في أحد المشاهد التي يظهر فيها سمير صبري ونادية لطفي على الدرج، حيث يظهر بوضوح الميكروفون المعلق في أعلى الصورة ويعتبر هذا الخطأ الفني بسيطًا ولكنه أثر على المتعة البصرية للمشاهدين الذين يهتمون بتفاصيل المشهد.
الخاتمة
رغم هذه الهفوة الفنية البسيطة، يبقى فيلم “منزل العائلة المسمومة” واحدًا من الأعمال السينمائية المهمة في تاريخ السينما المصرية ويقدم الفيلم صورة درامية معقدة للمشاعر البشرية والصراعات العائلية، ويتميز بجو من التشويق والحبكة القوية ويبقى هذا الفيلم شاهداً على قدرة السينما المصرية في تقديم الأعمال التي لا تقتصر فقط على الترفيه، بل تحمل رسائل عميقة حول العلاقات الاجتماعية والأسرية.