مر ما يقرب من 61 عامًا على عرض فيلم “عنتر بن شداد”، الذي يُعد من أبرز وأهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والفيلم ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو شهادة على التميز الفني والتاريخي للمخرجين والفنانين الذين شاركوا في إبداعه وتم عرض الفيلم لأول مرة عام 1964، وهو مستوحى من قصة بطل العرب الشجاع “عنتر بن شداد”، الذي خلدت سيرته في الأدب العربي. قدم الفيلم رؤية سينمائية رائعة لهذه الشخصية التاريخية، والتي يجسدها الفنان فريد شوقي في دور رئيسي لا يُنسى.
قصة فيلم عنتر بن شداد
يروي الفيلم قصة “عنتر بن شداد” (الذي قام بدوره فريد شوقي)، أحد أبرز أبطال العرب في العصر الجاهلي وولد عنتر من أمٍ نبطية، ولكن والده الأمير شداد لم يعترف به بسبب لون بشرته، فتم تربيته كعبد ورغم ذلك فإن عنتر يمتلك قوة وشجاعة خارقة أهلته لأن يصبح أحد أبرز الأبطال الذين دافعوا عن قبيلته وتظهر أحداث الفيلم مواقف بطولية عديدة لعنتر، ومنها دفاعه عن بنات قبيلته من الغزاة والمغتصبين، وكذلك حبه المستحيل لعبلة، التي يجبر والدها على تزويجها من أمير آخر وتتصاعد الأحداث حتى يصل الصراع إلى مواجهات شديدة مع أعدائه، ما يجعل عنتر بطلًا في عيون الجميع، رغم عدم اعتراف والده به.
أداء نجوم الفيلم:
شمل الفيلم مجموعة من عمالقة الفن المصري، الذين أضافوا إلى العمل الكثير من اللمسات الفنية المميزة. فإلى جانب فريد شوقي الذي قدم أداءً رائعًا كـ”عنتر”، نجد أيضًا الفنانة كوكا التي أظهرت براعة في تجسيد شخصية “عبلة” وكان لكل من الفنانين نور الدمرداش، فاخر فاخر، وفردوس محمد دور هام في إثراء الفيلم بأدا قوي ومؤثر، كما أبدع المخرج نيازي مصطفى في تقديم هذه القصة التاريخية في قالب فني مميز.
الهفوات التي تخللت العمل:ء
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الفيلم وقت عرضه في السينمات وحتى بعد مرور أكثر من ستة عقود على عرضه عبر شاشات التلفزيون، إلا أن الفيلم لم يخلو من بعض الهفوات الفنية التي قد تفسد متعة المشاهدة للمُتخصصين في رصد أدق التفاصيل السينمائية.
وأحد هذه الأخطاء وقع في أحد مشاهد الفيلم الشهيرة التي تجمع بين “عنتر” (فريد شوقي) و”كوكا” أثناء تدريبها على الرماية وفي المشهد يضع “عنتر” ثمرة فاكهة على رأس “شيبوب” (الذي جسده سعيد أبو بكر)، استعدادًا للرماية ولكن في اللقطة التالية، تظهر ثمرة الفاكهة مثبتة في الحائط، بينما يتحرك “شيبوب” تحتها بحرية كاملة، وهو خطأ واضح لا يمكن تجاهله من قِبل المشاهدين المتابعين.