لا شك أن الطائرة تعتبر أسرع وسيلة للسفر والتنقل عرفها الإنسان حتى يومنا هذا، ولكن هل سبق لنا أن تساءلنا عن كيفية تحرك الطائرات في الأجواء العالمية؟ قد يعتقد البعض أن الطائرة تقلع، ثم ترتفع إلى مستوى معين، وتسير في خط مستقيم نحو وجهتها، ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
لماذا تتحاشى الطائرات التحليق فوق المحيط الأطلسي

في الواقع، تسلك الطائرات مسارات منحنية ومتعرجة، وقد تمر عبر دول لا تقع مباشرة بين نقطة الإقلاع والهبوط. ولكن لماذا يحدث ذلك، رغم أن السماء واسعة ولا تعيقها التضاريس كالجِبال أو السهول؟ هل يعود السبب إلى عدم قدرة الطيارين على التحكم بالطائرة؟ أم أن الرياح المواجهة أو الجاذبية تلعب دورًا في تغيير المسار؟
الحقيقة أن الرياح ليس لها تأثير كبير على مسار الطائرة، كما أن الطيارين يمتلكون القدرة الكاملة على التحكم بها أما الجاذبية، فعلى الرغم من تأثيرها الطفيف، فإنها لا تمنع الطائرة من الطيران في مسار مستقيم.
السبب الحقيقي وراء هذه المسارات المنحنية يكمن في كروية الأرض نظرًا لشكل الأرض غير المسطح، فإن المسار “المباشر” الذي يبدو مستقيمًا على الخريطة العادية، يكون في الواقع منحنياً عندما ننظر إليه على خريطة ثلاثية الأبعاد تتناسب مع انحناء الأرض.
ولتبسيط الأمر، عند دراسة مسارات الطيران على الخرائط المسطحة، سنجد أن الطريق الذي يبدو منحنياً هو في الواقع أقصر مسافة ممكنة بين نقطتين على سطح الكرة الأرضية وهذا هو السبب الذي يجعل الطائرات تتبع تلك المسارات أثناء رحلاتها الطويلة.