اللغة العربية تتميز بالثراء في مفرداتها وتنوع أساليب التعبير فيها، ومن بين الكلمات التي تحمل معانٍ موسمية وتاريخية هي كلمة “شتاء” ورغم أن هذه الكلمة قد تبدو بسيطة في الاستخدام اليومي، فإن جمعها يشكل مسألة مثيرة للدهشة بالنسبة للكثيرين الجمع القياسي لكلمة “شتاء” هو “أشتية”، ويستخدم هذا الجمع بشكل خاص عند الإشارة إلى فصول شتاء متعددة أو للتعبير عن المواسم الشتوية التي تختلف في شدتها وظروفها المناخية على سبيل المثال، يمكن أن نقول “مرت أعوام أشتية شديدة البرودة” للدلالة على تنوع ظروف الشتاء.
أصل كلمة شتاء في اللغة العربية
كلمة “شتاء” تشتق من الجذر العربي “ش ت و”، الذي يشير إلى البرودة والأمطار في العصر الجاهلي، كانت القبائل العربية تعتمد على هطول الأمطار في الشتاء من أجل رعي ماشيتها وزراعة الأرض لذلك كان الشتاء يرتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط الزراعي والحياة اليومية هذه الكلمة تعكس مفهوما عميقا عن الزمن والمناخ، وتكشف عن مدى تأثير العوامل الطبيعية في حياة العرب القدماء وقد كانت الفصول الباردة تمثل وقتا لتجديد النشاطات البشرية ولتخزين المياه التي كانت ضرورية لموسم الجفاف.
الاستخدامات الشائعة لكلمة شتاء
في اللغة العربية المعاصرة، يستخدم مصطلح “شتاء” بشكل رئيسي للإشارة إلى الفصل الذي يلي الخريف ويسبق الربيع لكن الكلمة تحمل أيضا معاني مجازية في العديد من السياقات على سبيل المثال، يقال “مر الشتاء على قلبه” للدلالة على مرور فترة من الحزن أو الصعوبة كما يرتبط الشتاء بالعديد من التعبيرات الشعبية مثل “الشتاء القارس”، الذي يستخدم للتعبير عن البرودة الشديدة إضافة إلى ذلك، تستخدم كلمة شتاء بشكل شائع في الحديث عن الملابس الشتوية كـ”معاطف الشتاء” أو الأطعمة التي يتم تناولها في الأجواء الباردة مثل “حساء الشتاء”.