يعتبر فيلم “المصير” واحدا من أبرز الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية، حيث استطاع أن يجمع بين الفكر والفن ليقدم تجربة فريدة تعكس قضايا الصراع بين العقل والتطرف ورغم مرور 26 عاما على عرضه لأول مرة عام 1997، إلا أنه لا يزال حاضرا في ذاكرة الجمهور والنقاد كواحد من أعظم أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين.
كوكبة من النجوم في عمل تاريخي
شارك في بطولة الفيلم مجموعة من ألمع النجوم، على رأسهم نور الشريف، ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، خالد النبوي، سيف عبد الرحمن، عبد الله محمود، أحمد فؤاد سليم، وروجينا.
- الفيلم لم يكن مجرد دراما تاريخية، بل كان رسالة قوية ضد التطرف الفكري
- وهو ما جعله يحظى باهتمام عالمي حيث شارك في مهرجانات دولية وحصل على إشادة واسعة.
خطأ لم يلاحظه أحد
ورغم الدقة التي اشتهر بها يوسف شاهين في إخراج أعماله، إلا أن فيلم “المصير” لم يكن خاليا من الهفوات.
- ففي أحد المشاهد التي يظهر فيها خالد النبوي وهو يمتطي حصانه مسرعا لإبلاغ نور الشريف بأن الكتب في أمان
- يمكن بوضوح رؤية الدوبلير في لقطة قبل أن يتم استبداله بـخالد النبوي، مما يعد من الأخطاء التي لم يلحظها الكثيرون عند المشاهدة الأولى.
القصة والصراع الفكري
تدور أحداث الفيلم في القرن الثاني عشر الميلادي في الأندلس، خلال فترة حكم الخليفة أبو جعفر المنصور، ويركز على الصراع بين الفيلسوف ابن رشد والفكر المتطرف.
- حيث يجد الفيلسوف نفسه في مواجهة مع السلطة السياسية ممثلة في الخليفة الذي كان في السابق صديقه المقرب
- ومع السلطة الدينية المتطرفة التي تستغل نفوذها لتجنيد ابن الخليفة ضمن صفوفها، مما يؤدي إلى تصاعد الصراعات الفكرية والسياسية.
فيلم خالد في ذاكرة السينما
يظل “المصير” من الأعمال السينمائية التي تتجاوز كونها مجرد فيلم تاريخي، فهو صرخة في وجه التطرف ورسالة عن أهمية العقل والتنوير في مواجهة الجهل والظلام وعلى الرغم من وجود بعض الهفوات الفنية، إلا أن ذلك لم يقلل من قيمته كتحفة سينمائية لا تزال حاضرة بقوة في المشهد السينمائي العربي حتى اليوم.