تعد القارة القطبية الشمالية واحدة من أكثر البيئات تطرفًا على وجه الأرض، ورغم قسوتها، تمكن شعب الإسكيمو من التكيف والعيش فيها لأكثر من 5000 عام ومن أبرز مظاهر تأقلمهم مع هذا المناخ القاسي هو البيت الجليدي “igloo”، الذي يمثل نموذجا فريدا للهندسة الذكية والبناء المستدام.
سر الدفء داخل الأكواخ الجليدية
قد يبدو الأمر غير منطقي، لكن هذه الأكواخ المصنوعة من الجليد توفر دفئا يفوق بعض المنازل الحضرية! فتصميمها الداخلي موحد في جميع أنحاء القطب الشمالي، حيث تغطى الأرضيات بجلود الحيوانات لمنح السكان مزيدًا من الراحة والعزل الحراري، وأحيانًا تعلق الجلود أيضًا على الجدران لتوفير حماية إضافية ضد البرد القارس.
تعتمد التدفئة داخل هذه الأكواخ على مواقد نفطية بسيطة، تتكون فقط من وعاء وفتيل، مما يخلق منظومة تدفئة مركزية فعالة كما تستخدم هذه النيران في طهي الطعام وتسخين المشروبات، مما يساهم في رفع درجة حرارة الكوخ من الداخل.
كيف تبقى الأكواخ الجليدية متماسكة ولا تذوب؟
السر يكمن في التفاعل الحراري بين الداخل والخارج، حيث تكون درجة الحرارة داخل الكوخ ما بين -5 إلى 20 درجة مئوية، في حين تنخفض خارجًا إلى -50 درجة مئوية يؤدي هذا التباين إلى تجميد الهيكل بالكامل وزيادة صلابته ومع ارتفاع حرارة الجدران والسقف المقبب من الداخل، يبدأ الجليد في الذوبان قليلًا، لكن الطبقات العليا تمتص الرطوبة، مما يمنع سقوط الماء إلى الأرض خلال دقائق، تتجمد هذه الطبقة مجددًا، مما يشكل عازلا إضافيا يعزز متانة الكوخ ويحميه من الرياح والثلوج القاسية.
وسائل الأمان والحماية في أكواخ الإسكيمو
لضمان الدفء في الليل وحماية السكان من الحيوانات المفترسة مثل الدببة القطبية والذئاب، يغلق مدخل الكوخ بقطعة كبيرة من الجليد وفي بعض المستوطنات، يتم ربط الأكواخ ببعضها عبر أنفاق ثلجية توفر ممرات آمنة بين المنازل.