من منا لا يستمتع بالنظر إلى النجوم المتلألئة في سماء الليل، خاصة خلال ليالي الشتاء الساحرة؟ فتلك النقاط اللامعة تخطف الأنظار وتسحر القلوب بجمالها، ومع ذلك، يتساءل البعض، لماذا يبدو الفضاء مظلما رغم وجود ملايين النجوم؟ ولماذا لا تضيء السماء بالكامل؟ كما يتساءل آخرون عن أشهر النجوم التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة دون الحاجة إلى التلسكوب.
مجرة بعدد لا ينتهي من النجوم المضيئة
يضم الكون حوالي 100 مليار مجرة، تحتوي كل منها على مليارات النجوم المتألقة فعلى سبيل المثال، تقدر مجرة درب التبانة وحدها بحوالي 200 مليار نجم، بعضها يماثل شمسنا، بينما يفوقها البعض الآخر بملايين المرات.
وعلى الرغم من هذا العدد الهائل من النجوم، التي يجب أن تضيء السماء ليلاً كما تفعل الشمس نهارًا، إلا أن السماء تظل حالكة السواد فماذا يحدث في الفضاء؟
حيرة العلماء من ظلمة الفضاء
طرح الفلكي الألماني هاينريش فيلهلم أولبرز تساؤلا منطقيا إذا كان الكون أزليا ولا نهائيا، فهذا يعني أنه في أي اتجاه تنظر إليه، ستجد دائما نجمة تشع ضوءا ولكن في الواقع، لا تبدو السماء مضيئة كما هو متوقع.
حيرة العلماء عبر القرون
عبر التاريخ، حاول العلماء تفسير هذه المفارقة فقد اعتقد بعضهم، مثل يوهانس كيبلر وإدموند هالي، أن سحب الغبار الكوني بين النجوم قد تمتص الضوء وتحجب إشعاعه عن الأرض لكن هذه الفرضية لم تصمد طويلا، لأن هذه السحب، لو امتصت الضوء على مدى مليارات السنين، لكانت قد أصبحت ساخنة ومضيئة بنفسها، مما يتناقض مع الواقع.