“ليه الأفعى رمز للصيدليات”…اعرف سر وضع الثعبان على الصيدليات والمستشفيات – لن تتوقع السبب لشدة غبائه!!

عند زيارة أي صيدلية، ستلاحظ وجود أيقونة بجوار اسمها، وهي عبارة عن ثعبان ملتف حول كأس قد يبدو هذا الرمز غريبا للوهلة الأولى، خاصةً أن الأفاعي ترتبط عادة في الأذهان بالسم والخطر، إلا أن لهذا الرمز جذورًا تاريخية وأسطورية تعود إلى الحضارات القديمة.

أسطورة إناء هايجيا

يُعرف هذا الرمز باسم “إناء هايجيا”، نسبةً إلى هايجيا، إلهة الصحة والنظافة في الأساطير اليونانية، وابنة أسكليبوس، إله الطب بينما كان والدها يمثل الشفاء والعلاج، كانت هايجيا تجسد الوقاية والحفاظ على الصحة، ومن هنا جاء اسمها الذي اشتق منه مصطلح Hygiene، أي النظافة في اليونانية القديمة.

رغم عدم وجود وصف دقيق لشكل هايجيا في الأساطير، إلا أنها غالبًا ما صورت وهي تطعم ثعبانا ملتفا حول جسدها أو تجعله يشرب من وعاء تحمله، وهو ما أصبح لاحقًا رمزًا للصيدلة والشفاء.

الأسطورة وراء الثعبان والوعاء

وفقًا للأسطورة، قتل الإله زيوس أسكليبوس خوفا من أن يستخدم قدرته العلاجية لجعل البشر خالدين بعد وفاته، وضعت مجموعة من الثعابين غير السامة في المعابد التي بنيت تكريما له، ويُقال إنها بدت ميتة، لكنها تحركت عندما حملها الناس، ما جعلهم يعتقدون أنها استعادت الحياة بفضل قوة أسكليبوس العلاجية ومن هنا أصبح الثعبان رمزًا للشفاء في الثقافة اليونانية.

أما هايجيا، فكانت تزور تلك المعابد حيث تعيش هذه الثعابين، لذلك صورت في الفن والأساطير وهي تحمل وعاء وبجانبه ثعبان، ومع مرور الزمن، أصبح الثعبان والوعاء رمزا مستقلاً للشفاء والصيدلة.

تاريخ رمز الصيدلة

يعتبر “إناء هايجيا” الرمز الرسمي العالمي لمهنة الصيدلة، بل إنه أيضًا يمثل أرقى الجوائز في هذا المجال في الولايات المتحدة، حيث تُمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة في الصيدلة.

لطالما كانت الأفاعي محورا للأساطير والثقافات عبر العصور، فبينما ارتبطت بالشر في بعض المعتقدات، مثّلت في حضارات أخرى رمزا للشفاء، الطب، الحكمة، والخلود فقد ظهرت رموز الثعابين في الحضارة السومرية، كما استخدمت في الهندوسية منذ القرن السادس قبل الميلاد.

أما في مصر القديمة، فكانت الأفعى من الرموز المستخدمة في الكتابة الهيروغليفية، بينما استخدم الطب الصيني القديم أكثر من 30 نوعًا من الثعابين المجففة في العلاجات الطبية.

أما تبني رمز إناء هايجيا في الصيدلة، فقد بدأ عام 1796م، عندما قامت الجمعية الصيدلية الباريسية بصك عملة معدنية تحمل هذا الشعار، ومنذ ذلك الحين، اعتمدت العديد من الجمعيات الصيدلانية حول العالم هذا الرمز ليكون أيقونة لمهنة الصيدلة.