اختلاف الثقافات حول النظافة!!.. لماذا تفتقر حمامات أوروبا للشطاف؟..الأسباب التاريخية والاجتماعية وراء هذا الغياب!!

عند زيارة العديد من الدول الأوروبية، يلاحظ المسافرون غياب الشطاف في الحمامات، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الاختلاف الثقافي لفهم هذه الظاهرة، يجب النظر في الجوانب التاريخية، الثقافية، والتقنية التي أدت إلى اعتماد الأوروبيين على ورق التواليت بدلا من الشطاف.

الجذور التاريخية والثقافية

ظهر الشطاف لأول مرة في فرنسا خلال القرن الثامن عشر، وكان يعتبر وسيلة مبتكرة لتعزيز النظافة الشخصية ومع ذلك، لم يحظي الشطاف بانتشار واسع في بقية أوروبا وأمريكا الشمالية لعدة أسباب:

  • الارتباط بالممارسات غير الأخلاقية: خلال الحرب العالمية الثانية، لاحظ الجنود الأمريكيون وجود الشطاف في بيوت الدعارة الفرنسية، مما أدى إلى ربطه بالممارسات غير الأخلاقية، وبالتالي رفض اعتماده في منازلهم.
  • التوترات السياسية: بعض الدول، مثل إنجلترا، رفضت اعتماد الشطاف بسبب توتر علاقاتها مع فرنسا، حيث اعتبر الشطاف اختراعا فرنسيا، مما أدى إلى تجنبه كنوع من المعارضة الثقافية.
  • الاعتماد على ورق التواليت: في العديد من الدول الأوروبية، أصبح استخدام ورق التواليت هو الوسيلة الأساسية للنظافة بعد استخدام المرحاض، واستمر هذا التقليد لعدة قرون، مما جعل فكرة استخدام الشطاف غير مألوفة. 360299 3 1678272074 1280x720 1

العوامل التقنية والتصميمية

  • تصميم الحمامات: تتميز العديد من المنازل الأوروبية، خاصة القديمة منها، بحمامات ذات مساحات محدودة، مما يجعل تركيب الشطاف تحديا من الناحية الهندسية.
  • البنية التحتية للسباكة: تتطلب الشطافات نظام سباكة خاص لضمان تدفق المياه بشكل مناسب، وهو ما قد لا يتوفر في بعض المباني الأوروبية التقليدية.

التطورات الحديثة وتغير المواقف

مع زيادة التواصل الثقافي والسفر، بدأ بعض الأوروبيين يدركون فوائد الشطاف من حيث النظافة والراحة، وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على الشطافات الحديثة التي يمكن تركيبها بسهولة دون الحاجة إلى تعديلات كبيرة في البنية التحتية للحمامات.

الخلاصة

يرجع غياب الشطاف في حمامات أوروبا إلى مزيج من العوامل التاريخية، الثقافية، والتقنية ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا وتغير المواقف الثقافية، قد نشهد تحولا تدريجيا نحو اعتماد الشطاف كجزء من معايير النظافة الشخصية في المستقبل.