القمر الصناعي يفضح ما أخفته إثيوبيا.. تسريب ممرين يتسبب في إزالة جزء خرساني بسد النهضة

صور الأقمار الصناعية تكشف عن تسريبات جديدة في سد النهضة.. وخبير يكشف التفاصيل| كشف الباحث في الشأن الأفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن تسريبات خطيرة ظهرت في جسم سد النهضة الإثيوبي، وذلك من خلال صور التقطتها الأقمار الصناعية حديثًا، توضح أماكن التسرب والمشكلات الإنشائية التي يعاني منها السد.

تسريبات رغم غلق الممرات

أكد هاني إبراهيم أن إثيوبيا لا تزال تغلق مفيض السد بالكامل، بينما تقوم بتمرير المياه عبر عدد محدود من التوربينات، حيث زعمت أنها تشغل 5 توربينات فقط من إجمالي 13 توربينًا. ومع ذلك، كشفت الصور عن استمرار تسرب المياه من ممرين رئيسيين للسد، رغم غلقهما رسميًا.

وأوضح إبراهيم أن الصور الفضائية أظهرت وجود أعمال إنشائية أعلى البوابات السفلية، والتي قد تكون محاولة لتدعيم أو إزالة أجزاء خرسانية متضررة بسبب التسرب المستمر.

مشكلات خطيرة في جودة الصلب المستخدم

وأشار الباحث إلى أن التسرب المستمر قد يكون ناتجًا عن تردي جودة الصلب المستخدم في إنشاء السد، وهو أمر سبق أن أعلنته إثيوبيا ضمن ملف فساد السد، حيث ادعت أنها قامت بإصلاح الممرات، ولكن الواقع يشير إلى أن المشكلة ما زالت قائمة.

كما لفت إلى أن هناك إجراءات غامضة تجري حاليًا لإزالة بعض البوابات المعدنية، وسط أعمال صب خرسانية جديدة في مناطق مختلفة من السد، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى صلابة البنية التحتية للسد ومدى قدرته على تحمل ضغط المياه المتزايد.

تحكم إثيوبي في المياه بدلاً من إنتاج الكهرباء

وأضاف إبراهيم أن سد النهضة لا يزال بعيدًا عن تحقيق الغرض الكهربائي المعلن، حيث إن عدد التوربينات العاملة حاليًا لا يتجاوز 5 فقط، رغم أن البحيرة خلف السد تحتوي على أكثر من 65 مليار متر مكعب من المياه، ما يكفي لتشغيل جميع التوربينات.

وأكد أن إثيوبيا تتعمد تقليل تدفق المياه عبر التوربينات، بهدف التحكم في حصة مياه نهر النيل، وليس لتحقيق الأهداف المعلنة من توليد الكهرباء، حيث أن منسوب النيل الأزرق لم يشهد أي ارتفاعات ملحوظة خلال الأشهر الماضية، رغم التصريحات الإثيوبية المتكررة حول تشغيل التوربينات الإضافية.

تحذيرات من المخاطر المحتملة

وتثير هذه التسريبات الجديدة مخاوف جدية بشأن مدى استقرار سد النهضة على المدى الطويل، خاصة في ظل المشكلات الهندسية التي بدأت تظهر في جسم السد، والتي قد تؤدي إلى مخاطر بيئية وهيدرولوجية كبيرة في حال تفاقمها.

وأكد الباحث أن استمرار هذه المشكلات يعني أن إثيوبيا قد تواجه تحديات خطيرة في إدارة السد، وهو ما يستدعي متابعة دقيقة من قبل الجهات المعنية في دول المصب، خاصة مصر والسودان، لضمان عدم حدوث كارثة مائية مفاجئة.