تعد الذاكرة من أهم وظائف الدماغ التي تحدد قدرتنا على التعلم واستيعاب المعلومات في مراحل مختلفة من حياتنا ومع تقدمنا في العمر، قد نواجه تحديات في الحفاظ على ذاكرة قوية وفعالة ولحسن الحظ، هناك العديد من الطرق والتمارين التي يمكن أن تساعد في تحسين الذاكرة وحمايتها خلال مرحلة البلوغ.
التدريب المعرفي: الأسلوب المثالي لتحسين الذاكرة
يشير العديد من الخبراء، مثل البروفيسورة إيرينا روشينا، المتخصصة في علم النفس العصبي، إلى أن التدريب المعرفي هو أحد أفضل الطرق لتعزيز الذاكرة ويشمل ذلك استخدام تمارين عقلية تساعد على تحفيز الدماغ وتحديه بشكل منتظم ومن بين هذه التمارين، تبرز تقنيات معروفة مثل تقنية فيبوناتشي و تقنية فيثاغورس، اللتان تعملان على تحسين القدرة على التذكر والتفكير.
تقنية فيبوناتشي تعتمد على سلسلة رقمية، حيث يقوم الشخص بتكرار الأرقام وفقًا لمبدأ بسيط: كل رقم في السلسلة هو مجموع الرقمين السابقين وهذه التقنية لا تعزز فقط الذاكرة بل تقوي القدرة على التركيز والاسترجاع السريع للمعلومات.
أما تقنية فيثاغورس، فتركز على تذكر الأحداث اليومية بدقة وبترتيبها الصحيح وفي المساء يقوم الشخص بمحاولة استرجاع تفاصيل اليوم، وهي طريقة فعالة لتدريب الذاكرة على تذكر الأحداث بترتيب منطقي.
تمارين أخرى لتحسين الذاكرة
إلى جانب التقنيات المتقدمة، هناك العديد من التمارين البسيطة التي يمكن أن تكون فعالة في تحسين الذاكرة ة وعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد ألعاب الذكاء مثل الكلمات المتقاطعة والألغاز في تحفيز التفكير المعرفي وتحسين الذاكرة على المدى الطويل، كما أن تذكر تفاصيل حياتك الماضية، مثل الأحداث المهمة أو الأماكن التي زرتها، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على قدرتك على استرجاع المعلومات.
التدريب المنتظم
من الضروري أن يكون التدريب المعرفي منتظمًا لتحقيق أقصى استفادة وينصح بممارسة هذه التمارين لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة يوميًا وتشمل هذه المدة حل الألغاز، ممارسة ألعاب الذاكرة، ومحاولة استرجاع التفاصيل الهامة التي قد تكون مرّت خلال اليوم أو الأسبوع.
الاهتمام بصحتك العامة: عامل مهم لتحسين الذاكرة
من الجوانب المهمة التي لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تحسين الذاكرة هي الصحة العامة والنوم الجيد، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على تغذية صحية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز وظائف الدماغ ويعتبر النوم الكافي من العوامل الأساسية التي تساهم في ترسيخ المعلومات في الذاكرة، بينما تساعد التمارين الرياضية على تدفق الدم إلى الدماغ، مما يحسن من وظيفته.
التقليل من التوتر والقلق مهم أيضًا، إذ أن التوتر الزائد يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز ويساعد الاسترخاء العقلي على تجنب التأثيرات السلبية الناتجة عن الإجهاد العصبي.