السعودية تُدشن أول قاعدة صواريخ تحت الأرض.. صور الأقمار الصناعية تكشف| شاهد

في خطوة تعكس التطلعات العسكرية المتنامية، أنتهت السعودية  من تأسيس أول قاعدة صواريخ أسفل الأرض، وهذا يبرز التطور الاستراتيجي الذي يعزز قدراتها الدفاعية ويؤكد سعيها لتطوير منظومتها العسكرية، وقد وضحت صور الأقمار الصناعية عن وجود منشآت أسفل الأرض يُعتقد أنها ضمن برنامج حديث لتخزين وإطلاق الصواريخ، وهذا يثير كثير من التساؤلات حول أهداف هذه القاعدة ودورها في تحقيق التوازن العسكري الإقليمي.

49DF86B7 64B2 432C A27A 0698F3135674

السعودية تعزز قدراتها الدفاعية في خطوة استراتيجية .. مفاجأة

صدر تقرير غاية في الأهمية من قبل “معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية IISS” يُفيد بأن السعودية استطاعت أتممت تأسيس القاعدة الأمريكية الأولى أسفل الأرض وذلك منذ عقود في الوقت نفسه الذي تقوم فيه بتنمية البنية التحتية الدفاعية الخاصة بها، وهذا المشروع يتم تحت رعاية “وزارة الدفاع” بالدولة، وتحدث “فابيان هينز” وهو باحث متخصص في الجانب الدفاعي أن الأعمال البنائية التي تتم داخل “مدينة النبهانية” في عام 2019 اكتمل غالبيتها بدخول عام 2024 وهذا يؤكد العزم الكبير للمملكة على رفع قدراتها الصاروخية. A34BBE90 28FD 4593 B71F 1331174A7C5B

وهذا القاعدة تعتبر المنشأة الأولي التي يتم إنشاؤها داخل السعودية منذ “الثمانينات” حينما أخذت الدولة في تعزيز المنظومة الخاصة بالصواريخ طويلة المدى لديها للتصدي لكافة التحديات الحدودية تحديدًا خلال حرب إيران والعراق.

ويقوي هذا التقرير فرضية أن يكون الموقع الجديد هو عبارة عن “قاعدة للصواريخ” وذلك من خلال بعض الأدلة ومنها:

  • التصميم المُنفذ للمباني يشابه كثيرًا القواعد الصاروخية الخاصة بالدولة.
  • المسافات الفاصلة بين المنشأة أسفل الأرض والمناطق السكنية فوق سطح الأرض مدروشة جيدًا.
  • المدخل المُصمم للنفق يُشبه كثيرًا المدخل المخصص للقواعد الصاروخية.

السعودية تحدث باستمرار قواعدها الصاروخية 

لم تركز المملكة على بناء قاعدة صاروخية جديدة فحسب، بل وجهت اهتمامًا بارزًا بإجراء بعض التحديثات على مجموعة من المرافق العسكرية الموجودة بالفعل وأبرزها:

  • منشأة وادي الدواسر: تم وضع مبنى جديد تُلإترض أنه خاص بالاستخدام العملي أو قسم من البنية التحتية المقوية للمجمع.
  • قيادة منشأة الصواريخ داخل الرياض: تم تأسيس بعض الأنفاق والمنشآت أسفل الأرض.
  • منشآت الحريق ورانية والسليل: حيث صدرت صور تؤكد عن وجود تطورات وعمليات بناء على قدم وساق بها.

قوة ردع الصواريخ السعودية 

تتميز القوات الرادعة الصاروخية الخاصة بالمملكة السعودية بامتلاكها كفاءات متقدمة منذ ان تم تأسيسها في عام 1986، وأتمت المملكة بتطوير وتحسين قوة الصواريخ لديها من خلال استيراد بعض أنواع الصواريخ الوية مثل “رياح الشرق DF-3” من دولة الصين، وبعد ذلك أصبحت تملك صواريخ دي اف خمسة عشر وواحد وعشرون، بجانب صواريخ “غوري” و”شاهين” باكستانية الصنع.

أما عن الطريقة التي تستخدمها المملكة لتشغيل الصواريخ “الباليستية” لديها فتمثلت فيما يلي: 

  • المنصات المتنقلة لإطلاق الصواريخ حيث المرونة.
  • قواعد صاروخية أسفل الأرض “SOLO”: والتي تم توزيعها على عدة مواقع مثل الوطح والسليل وقاعدة “511” و”522″ وغيرهم.

توازن الردع: السعودية تعزز قدراتها الصاروخية في مواجهة إيران 

أشار بعض محللي الغرب أن الترسانة الصاروخية التي تمتلكها المملكة السعودية وتسعى لتطويرها لا تهدف فقط لردع دولة إيران ولكنها قد تلجأ إلى استخدامها في بعض الغايات الإستراتيجية الواسعة والتي تتضمن “الكيان الصهيوني”.

وتمتلك دولة إيران مخازن ضخمة من الصواريخ بعيدة المدى والتي أجريت عليها تطوير وتحسين بالتعاون من “كوريا الشمالية” و”الصين”، ولذلك نجد المملكة تسعى لتطوير قدرتها لخلق توازن في الردع، ولذلك حدثت شراكة بين المملكة والصين وباكستان وتوسع التعاون في الفترة الأخيرة فشمل أوكرانيا لهدف تصنيع صاروخ “غروم-2” بحيث يصل إلى مسافة مائتي وثمانين كم فقط للنسخة الخاصة بالمملكة السعودية والتي حصلت على حق تصنيعه بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، بينما يبلغ مدى الإصدار الخاص بـ اوكرانيا إلى أربعمائة كم.

الصواريخ السعودية سلاح قوي في وقت الأزمات الكبرى 

على الرغم من ما تمتلكه السعودية من صواريخ باليستية إلا أنه لا يتم استخدامها في الصراعات الإقليمية مثل “الصراع مع الحوثيين” في اليمن، وبذلك يتضح فكرة عدم رغبة المملكة استخدام ما تملكه من ترسانة صاروخية في العمليات المباشرة وتُفضل الاحتفاظ بها كسلاح قوي في الأزمات الحرجة في حالة كان الدرع ضروري لحماية أمن البلاد.

القدرات الدفاعية السعودية بين السرية والتوسع الاستراتيجي 

تُحيط المملكة برنامج الصواريخ الخاص بها بسرية كبيرة، ولكن من خلال التوسعات التي تتم في الفترة الأخيرة تم التأكد من رغبة السعودية في تحسين قوتها الدفاعية، وفي ظل التوسعات التي تقوم بها دول مثل الصين وباكستان وأيضًا أوكرانيا حرصت المملكة على خلق توازن عسكري ذو كفاءة لمواجه الص اعات المتوقعة تحديدُا مع دولة “إيران” مما يخلق الاستقرار في  المنطقة ويزيد من أمنها القومي. 

رؤية مستقبلية سعودية للردع 

تستمر المملكة السعودية في السير نحو تعزيز القدرات الصاروخية التي تمتلكها من أجل رفع قدرتها على “الردع الدفاعي” وخلق حالة من التوازن مع الدول القوية في المنطقة عبر إجراء تعاونًا دوليًا وتطويرًا للصناعات الدفاعية على المستوى المحلي بما يحقق للمملكة الاكتفاء في قطاع الصواريخ بعيدة المدى ويرفع قدرتها على مواجهة مختلف التحديات والأخطار.