“سر غياب الشطاف في حمامات الدول الأوروبية”.. لماذا يرفض الغرب استخدامه رغم فوائده الكبيرة؟ اكتشف الأسباب الثقافية والتاريخية وراء هذه العادة المفاجئة!

تثير ملاحظة غياب “الشطاف” في حمامات العديد من الدول الأوروبية والأمريكية تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى ذلك ويعتبر الشطاف أداة أساسية في العديد من الثقافات لضمان النظافة الشخصية بعد استخدام المرحاض، لكن عدم وجوده في بعض البلدان الغربية يعود إلى عدة عوامل ثقافية وتاريخية.

أسباب تاريخية وثقافية:

في القرن الثامن عشر، تم اختراع الشطاف في فرنسا، وكان يُستخدم بشكل رئيسي من قبل الملوك والطبقة الأرستقراطية وهذا الاستخدام الرفيع المستوى جعل البريطانيين، الذين كانوا يميلون إلى رفض كل ما هو مرتبط بالطبقات العليا الفرنسية، يتجنبون استخدام الشطاف وهذا الموقف انتقل إلى المستعمرات الأمريكية، مما أدى إلى غياب الشطاف في الحمامات الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، خلال الحرب العالمية الثانية، لاحظ الجنود الأمريكيون وجود الشطاف في بيوت الدعارة الفرنسية، مما ربط الأداة بمفاهيم سلبية وهذا الارتباط السلبي ساهم في تعزيز رفض استخدام الشطاف في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا.

عوامل تصميمية وتجارية:

تصميم حمامات المنازل في العديد من الدول الغربية غالبًا ما يكون ضيقًا ولا يوفر مساحة كافية لتركيب الشطاف وهذا التصميم يجعل من الصعب إضافة مثل هذه الأدوات دون تعديل البنية التحتية للحمام.

من الناحية التجارية، تروج شركات إنتاج ورق التواليت لمنتجاتها بشكل مكثف، مما يعزز استخدام المناديل الورقية كخيار مفضل للنظافة الشخصية ويتم استهلاك مليارات لفات ورق التواليت سنويًا، مما يساهم في تعزيز هذا التوجه.

المفاهيم الصحية والثقافية:

هناك اعتقاد سائد في بعض الثقافات الغربية بأن استخدام الشطاف قد يؤدي إلى نشر الجراثيم في الحمام، مما يجعل استخدام المناديل الورقية يبدو كخيار أكثر نظافة وبالرغم من عدم وجود دليل علمي قوي يدعم هذا الاعتقاد، إلا أنه لا يزال يؤثر على تفضيلات النظافة الشخصية في هذه المناطق.

باختصار، يعود غياب الشطاف في حمامات العديد من الدول الأوروبية والأمريكية إلى مزيج من العوامل التاريخية والثقافية والتصميمية والتجارية وهذه العوامل تساهم في تشكيل عادات وتفضيلات النظافة الشخصية التي تختلف من منطقة إلى أخرى.