شهد سد النهضة الإثيوبي تطورات متسارعة في الآونة الأخيرة أثارت اهتماما واسعا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بدأت إثيوبيا في تشييد هذا السد عام 2011 على نهر النيل الأزرق، بهدف توليد الطاقة الكهرومائية، إلا أن المشروع أثار توترات مع دولتي المصب، مصر والسودان، نظرا لاعتمادهما الكبير على مياه النيل.
التطورات الفنية والتشغيلية
- في أكتوبر 2024، كشفت صور فضائية عن وصول مخزون المياه في بحيرة السد إلى 60 مليار متر مكعب، مع اقتراب إثيوبيا من تحقيق السعة التخزينية النهائية المقدرة بـ74 مليار متر مكعب، إلا أن هذه الصور أظهرت أيضا توقف التوربينات عن العمل، مما أثار تساؤلات حول كفاءة التشغيل.
- في فبراير 2025، أشار الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، إلى وجود مشكلة في تصميم السد، موضحا أن إثيوبيا أغلقت المفيض واكتفت بتمرير المياه عبر توربينين منخفضين، مع تشغيل جزئي لتوربين واحد فقط، كما لوحظ خروج الرواسب من حوض التوربينات، مما قد يشير إلى تحديات فنية تستدعي الانتباه.
الأحداث البيئية المحيطة
في مارس 2025، رصدت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” خمسة حرائق بالقرب من خط النقل الكهربائي لسد النهضة وجنوب السد الركامي المعروف بـ”سد السرج”، هذه الحرائق، التي لم تعلن عنها السلطات الإثيوبية، أثارت مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على البنية التحتية للسد والمناطق المحيطة.
التأثيرات الإقليمية
أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مستوى بحيرة السد استقر عند 638 مترا فوق سطح البحر منذ أغسطس 2024، وأشار إلى أن عدم التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول المعنية قد يؤدي إلى ارتباك في تشغيل السدود، خاصة في السودان، مما قد يؤثر على إدارة الموارد المائية في المنطقة.
المفاوضات والمواقف السياسية
على الصعيد الدبلوماسي، استمرت الجهود لحل الخلافات المتعلقة بالسد، في يوليو 2023، قاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جولة إفريقية لبحث مستجدات أزمة سد النهضة والمشاركة في القمة التنسيقية الإفريقية بنيروبي، بهدف التوصل إلى حلول توافقية تضمن حقوق جميع الأطراف.