تعتبر الشبكات الكهربائية من المشاريع الحيوية المهمة على مستوى العالم، لذلك تسعى الدول لتوفير الكهرباء لتغطية معظم المناطق السكانية ، كما هو معروف، يتم نصب أعمدة عالية بشكل متناسق لتحمل كابلات التوتر العالي التي تغذي المحطات الكهربائية، والتي بدورها تزود الشبكات المحلية بالطاقة.
ومن الملفت أن نلاحظ باستمرار وجود كرات بلاستيكية ملونة على كابلات التوتر العالي التي تمتد بين المناطق السكانية على ارتفاعات شاهقة.
هل تساءلت يومًا عن سبب وضع هذه الكرات الملونة وما الغرض منها؟
إذا نظرنا إلى الأسلاك الكهربائية المعلقة، خاصة تلك التي تستخدم لنقل الكهرباء لمسافات طويلة وبالتوتر العالي، سنلاحظ أن هناك كرات كبيرة بحجم كرة السلة وألوان متنوعة، غالبًا ما تكون باللون البرتقالي، معلقة على طول الأسلاك.
من الجدير بالذكر أن هذه الكرات لا تقتصر على الأسلاك الكهربائية فحسب، بل نجدها أيضًا معلقة على خطوط الاتصالات والأسلاك المشدودة فما الهدف من وضع هذه الكرات؟
لنبدأ بفهم مدى خطورة الأسلاك العالية على الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
إن خطوط نقل الطاقة والاتصالات، بالإضافة إلى الأسلاك التي تستخدم لتثبيت الهياكل، تشكل تهديدا كبيرا للطائرات، خصوصًا في مرحلتي الإقلاع والهبوط.
هذه الاسلاك رفيعة جدًا مما يصعب رؤيتها من قمرة الطيار، بالإضافة إلى أن لونها قد يندمج مع ألوان التضاريس المحيطة، مما يجعل من الصعب رؤيتها في الإضاءة الخافتة أو في حال عدم وضوح الزجاج.
وبذلك، إذا لم يكن السلك في مجال رؤية الطيار، فإن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تطير الطائرة عبره، مما قد يؤدي إلى وقوع كارثة.
في النهاية، يمكن القول أنه رغم بساطة تلك الكرات وصغر حجمها، إلا أن تأثيرها كبير وفعّال في حماية حياة الطيارين والمسافرين.
وظيفة الكرات الملونة على الأسلاك الكهربائية
تعتبر تلك الكرات البلاستيكية الملونة جزءًا من نظام تحذير وظيفي معين وليست مجرد تزيين للأسلاك.
تسمى هذه الكرات “كرات العلامة الهوائية”، وهي تأتي بأشكال متنوعة مثل الكروي أو الأسطواني، وتطلى بألوان تحقق أعلى تباين مع التضاريس المحيطة، بحيث تعتبر الألوان البرتقالية والحمراء والبيضاء الأكثر استخدامًا.
ويجب أن تكون هذه الكرات كبيرة نسبيًا (حوالي 91 سم أو 36 بوصة) بحيث يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة.
تستخدم هذه الكرات لتوفير تحذير بصري للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يمنع اصطدامها بالأسلاك التي قد تكون صعبة الرؤية في بعض الحالات.