تعد الرحلات الجوية أحد أسهل وأسرع وسائل النقل في العصر الحديث، وتستقطب ملايين المسافرين سنويًا من جميع أنحاء العالم. لكن ما الذي يحدث إذا توفي شخص أثناء الرحلة في السماء؟ هذا سؤال قد يخطر ببال الكثيرين، ولكن الإجابة عليه قد تكون غريبة وصادمة للبعض. في هذا المقال، سنتعرف على ما كشفته مضيفة سعودية عن هذه المسألة الحساسة، وما يحدث فعليًا في حال توفي أحد الركاب أثناء الرحلة.
الحديث عن الموت في السماء
في رحلة طيران، قد يواجه طاقم الطائرة العديد من التحديات التي تتطلب مهارة واحترافية عالية. من بين هذه التحديات الصعبة، قد يحدث أن يتعرض أحد الركاب لوعكة صحية حادة قد تؤدي إلى وفاته. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا يفعل طاقم الطائرة في حال وفاة شخص على متن الطائرة؟
اعتراف مضيفة سعودية بسر خطير
في مقابلة حديثة مع مضيفة سعودية، أكدت أنها تعرضت لهذه الحالة في أكثر من مناسبة. قالت المضيفة إنه في حال وفاة شخص أثناء الرحلة، فإن الإجراءات المتبعة تعتمد بشكل كبير على اللحظة التي يحدث فيها الموت. وكشفت أن هناك بروتوكولات محددة يتم اتباعها، ولكنها لا تخلو من تعقيد.
ما يحدث في اللحظات الأولى:
بدايةً، في حال شعر الطاقم أو أحد الركاب بتدهور حالة أحد المسافرين، يتم على الفور تقديم الإسعافات الأولية من قبل طاقم الطائرة أو أي شخص مختص قد يكون على متن الطائرة. إذا تبين أنه لا يمكن إنقاذ الشخص وأن حالته قد استقرت على الوفاة، يتم اتخاذ قرار بإبلاغ قائد الطائرة بذلك.
الإجراءات المتبعة:
عندما يتم التأكد من وفاة الشخص، يكون الأمر في غاية الحساسية والدقة. وفقًا لما كشفته المضيفة، يتم إغلاق المقعد الذي يجلس فيه الراكب المتوفى ويتم تغطيته. وفي بعض الأحيان، إذا كانت الظروف تسمح، يتم محاولة تجميع الركاب في مكان بعيد عن الراكب المتوفى لتجنب حدوث أي فوضى أو توتر بين المسافرين.
تضيف المضيفة أنه في بعض الطائرات، يتم تخصيص مقعد أو أكثر في قسم الطائرة بعيدًا عن الركاب الآخرين لوضع الشخص المتوفى عليه، في محاولة لتوفير أكبر قدر من الخصوصية. أما في حالات أخرى، يتم إبلاغ السلطات المختصة بمجرد هبوط الطائرة، الذين يتخذون الإجراءات اللازمة.
هل يتم إخطار الركاب؟
وفيما يتعلق بإبلاغ الركاب عن الحادث، أكدت المضيفة أن هذا ليس أمرًا شائعًا، حيث يتم تجنب الحديث عن حالة الوفاة علنًا إذا كان ذلك ممكنًا. يتم إبقاء الأمر سريًا قدر الإمكان حتى يتم الهبوط. لكن في حالات خاصة، قد يطلب الركاب معرفة ما يحدث بسبب التساؤلات التي قد تنشأ.
التحديات النفسية:
أشارت المضيفة إلى أن التعامل مع حالات الوفاة في السماء ليس أمرًا سهلاً، فهي تجربة صعبة للغاية ليس فقط على الطاقم ولكن على المسافرين أيضًا. حيث يتطلب الأمر مناورة دقيقة واحترافية للحفاظ على الهدوء داخل الطائرة، مما يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الجميع. وقالت: “أحيانًا يكون من الأصعب التعامل مع الحالات النفسية للركاب الذين يمرون بتجربة مؤلمة بسبب الوفاة المفاجئة لشخص كانوا على اتصال به”.
الأبعاد القانونية:
تضاف إلى ذلك الأبعاد القانونية المتعلقة بهذه الحالة، حيث تخضع مثل هذه الحوادث لقوانين خاصة بالطيران الدولي. ففي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الوفاة إلى تحقيقات من قبل السلطات المختصة، خاصة إذا كان سبب الوفاة نتيجة لتقاعس في تقديم الرعاية الصحية المناسبة أو ظروف صحية غير مكتشفة.
ماذا يحدث عند الهبوط؟
بعد الهبوط، يتم إخطار السلطات المحلية بالحادث، وتتم متابعة إجراءات ما بعد الوفاة. يتم نقل الجثمان إلى المكان المخصص للتعامل مع الوفاة وفقًا للأنظمة المحلية.