كشفت دراسة علمية حديثة أن فترات الاسترخاء القصيرة بعد التعلم قد تكون أكثر فعالية في تحسين الذاكرة وزيادة القدرة على استرجاع المعلومات، مقارنةً بالأساليب التقليدية التي تعتمد على التكرار المستمر، حيث أظهرت الأبحاث أن منح الدماغ فرصة للراحة يساعد على ترسيخ المعلومات بشكل أكثر كفاءة وهو ما نوضحه لكم من خلال موقعنا فى السطور التالية بشكل تفصيلي.
الاسترخاء يقوي الذاكرة
في تجربة أجراها العالمان جورج إلياس مولر وألفونس بيلزكر عام 1900، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين الأولى حصلت على فترة راحة قصيرة بعد حفظ قائمة من الكلمات، بينما واصلت المجموعة الأخرى الحفظ دون توقف. عند اختبارهم لاحقًا، تبين أن المجموعة التي استراحت تذكرت 50% من المعلومات، في حين لم تتجاوز نسبة تذكر المجموعة الأخرى 28%.
كما أن هناك دراسة حديثة أجريت بقيادة سيرغيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسور أكدت نتائج مماثلة، واختبر الباحثون تأثير فترات الاسترخاء على مرضى تعرضوا لإصابات دماغية مثل السكتات الدماغية، ووجدوا أن الذين حصلوا على فترات راحة قصيرة تمكنوا من استرجاع المعلومات بشكل أفضل من غيرهم.

ويرى الباحثون أن الاسترخاء بعد التعلم يمنح الدماغ فرصة لمعالجة المعلومات وتخزينها بشكل أعمق، مما يسهم في تحسين الأداء العقلي على المدى الطويل كما أن هذه التقنية لا تتطلب مجهودًا إضافيًا، بل تعتمد فقط على تغيير بسيط في طريقة التعلم.
كما تؤكد هذه الدراسات أن الإرهاق العقلي المستمر ليس الوسيلة المثلى لاكتساب المعرفة، بل إن تخصيص فترات راحة قصيرة يمكن أن يكون أكثر فاعلية في تحسين الذاكرة وزيادة الإنتاجية الذهنية.