يُعتبر فيروس الهربس من الفيروسات الأكثر خطورة، خاصة عند إصابة الرضع، مقارنة بالبالغين. ويعود ذلك إلى عدة عوامل تؤثر على الجهاز المناعي للأطفال في مراحلهم الأولى، وعلى الرغم من أن بعض الأطباء لا يعتبرونه مرضًا يهدد الحياة بشكل مباشر، إلا أنه قد يشكل خطرًا شديدًا على حديثي الولادة.
ما هو فيروس الهربس؟
ويظهر الفيروس بأشكال متعددة، منها الهربس الفموي، الجلدي، والتناسلي، وغالبًا ما تكون أعراضه مزعجة، حيث تسبب حكة وألمًا شديدين، ما يجعل التعامل معه أمرًا ضروريًا.
وينقسم الهربس إلى نوعين رئيسيين:
- الهربس الفموي (HSV-1): يظهر عادة على الشفاه أو حول الفم، وهو الأكثر شيوعًا.
- الهربس التناسلي (HSV-2): يصيب المناطق التناسلية، ويُعتبر من الأمراض المنقولة جنسيًا.
في حديث خاص لإحدى المواقع الإلكترونية، حذرت الدكتورة هناء جميل، استشاري الباطنة والغدد، من خطورة فيروس الهربس، موضحة أشكاله المختلفة، وطرق التعامل معه، والعلاج المتاح، بالإضافة إلى تأثيره على الأطفال والمجتمع.
الهربس الفموي وأعراضه
يُعد الهربس الفموي أكثر أنواع الهربس شيوعًا، ويظهر على شكل بثور صغيرة ممتلئة بالسوائل حول الفم أو الشفاه.
وفي المراحل الأولى، يبدأ المريض بالشعور بوخز أو حكة خفيفة قبل أن تتطور البثور إلى تقرحات مؤلمة. في بعض الحالات، تختفي التقرحات تلقائيًا بعد أيام قليلة، بينما قد تتكرر الإصابة بشكل دوري لدى بعض الأشخاص.
الهربس الجلدي
ينتقل الهربس الجلدي عبر التلامس المباشر مع القروح أو ملامسة الجلد المصاب بالفيروس. ويظهر على الجلد على هيئة بثور صغيرة ممتلئة بالسوائل، ويمكن أن تظهر في مناطق مختلفة مثل اليدين، الأصابع، أو أجزاء أخرى من الجسم، مما يسبب حكة شديدة وألمًا مزعجًا.
هل يمكن علاج الهربس نهائيًا؟
أكدت الدكتورة هناء جميل أنه لا يوجد علاج نهائي لفيروس الهربس، لكنه يمكن التحكم فيه باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تساعد في تخفيف الأعراض، وتسريع عملية الشفاء وتقليل مدة انتشار التقرحات
ومع ذلك، يظل الفيروس كامنًا في الجسم ويمكن أن ينشط مجددًا عند ضعف المناعة، التوتر، التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أو البرد الشديد، أو ملامسة شخص مصاب بالفيروس.
هل فيروس الهربس خطير؟
بالرغم من أن فيروس الهربس ليس مرضًا مميتًا في معظم الحالات، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة إذا لم يُعالج بشكل صحيح. يمكن أن تشمل المضاعفات التهاب الدماغ والتهاب النخاع الشوكي، وانتقال العدوى إلى حديثي الولادة أثناء الولادة
وتعد إصابة الرضع بفيروس الهربس من أخطر الحالات، حيث أن جهازهم المناعي غير مكتمل. وقد يؤدي ذلك إلى التهاب الدماغ، وكذلك التهاب العين وفقدان البصر، ومشاكل عصبية دائمة
لذلك، ينصح الأطباء باتخاذ احتياطات صارمة لحماية الأطفال من التعرض للفيروس، خاصة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة.
كيف يمكن الوقاية من فيروس الهربس؟
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف وأدوات الطعام.
- غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة أي قرح أو بثور.
- تجنب التقبيل أو الاتصال الجلدي المباشر مع شخص مصاب.
- استخدام واقيات طبية أثناء العلاقة الجنسية للوقاية من الهربس التناسلي.
- الحفاظ على جهاز مناعي قوي من خلال التغذية السليمة وتقليل التوتر.