الأخطبوط هو أحد المخلوقات البحرية التي طالما أثارت فضول العلماء وعشاق الحياة البحرية بسبب قدراته الفائقة ومظهره الفريد. لكن هناك حقيقة مذهلة عن هذا الحيوان تجعل الكثيرين يتوقفون في دهشة، وهي: عدد قلوب الأخطبوط! هل تعلم أن للأخطبوط أكثر من قلب واحد؟ في هذه المقالة، سوف نتعرف على هذه الحقيقة العلمية المثيرة ونكتشف كيف يعمل هذا النظام الفريد.
1. الأخطبوط ومزاياه الفسيولوجية:
الأخطبوط هو من الكائنات البحرية التي تتميز بذكائها العالي وقدرتها على التكيف مع البيئات البحرية المختلفة. كما أن له ثمانية أذرع مرنة تساعده في السباحة والصيد، ويمتلك عينيْن كبيرتين تمكنانه من الرؤية بشكل ممتاز في الأعماق المظلمة. لكن المثير في الأمر هو عدد قلوبه، الذي يجعله يختلف تمامًا عن معظم الكائنات الحية.
2. عدد قلوب الأخطبوط:
الأخطبوط يمتلك ثلاثة قلوب، وهي واحدة من أبرز السمات التي تميز هذه الكائنات البحرية. إليك كيف يعمل هذا النظام الفريد:
- قلبان خاصان بالزعنفة: هذان القلبان يضخان الدم إلى الخياشيم حتى يتمكن الأخطبوط من امتصاص الأوكسجين.
- القلب الثالث: وهو القلب الذي يضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. ولكن، هذا القلب يتوقف عن العمل عندما يسبح الأخطبوط، مما يجعله يتعب بسرعة أثناء السباحة.
3. كيف يؤثر ذلك على حياة الأخطبوط؟
وجود ثلاثة قلوب يساعد الأخطبوط في توزيع الأوكسجين بكفاءة أكبر على جسمه، مما يساهم في استمراره في الحياة البحرية رغم الظروف القاسية. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن الأخطبوط يتعب بسرعة عندما يسبح لأن قلبه الذي يضخ الدم لبقية جسده يتوقف أثناء السباحة. لذلك، يفضل الأخطبوط في الغالب الزحف على القاع بدلاً من السباحة المستمرة.
4. وظيفة الدم في جسم الأخطبوط:
الدم في جسم الأخطبوط يختلف عن دم معظم الكائنات الأخرى، حيث يحتوي على مركب يسمى الهيموسيانين، وهو المسئول عن حمل الأوكسجين. الهيموسيانين يعمل بكفاءة في درجات الحرارة المنخفضة التي توجد في أعماق البحر، حيث يعيش الأخطبوط غالبًا.
تعتبر الخصائص الفسيولوجية للأخطبوط، مثل عدد قلوبه، واحدة من أعظم معجزات الطبيعة البحرية. ثلاثة قلوب تساعده في البقاء على قيد الحياة في بيئته الصعبة، وتساهم في تحسين قدراته في الصيد والاختباء. على الرغم من أن هذه المخلوقات البحرية قد تكون غريبة في شكلها وعاداتها، إلا أنها تظل أحد أكبر أسرار الطبيعة البحرية التي تثير الإعجاب والتقدير.