في عالم الطيران، هناك العديد من العادات والطقوس الغريبة التي قد لا يعرفها الكثيرون، ولكن واحدة من أكثر الظواهر المثيرة للدهشة هي اختفاء “الكرسي رقم 13” في معظم الطائرات. قد يعتقد البعض أن الأمر مجرد صدفة أو تغيير بسيط في ترتيب المقاعد، ولكن مضيفة طيران كشفت مؤخراً عن السبب الغامض وراء هذه الظاهرة، موضحة الأسباب النفسية والتاريخية التي تجعل هذا الرقم غير مرغوب فيه في أجواء الطيران.
الكرسي رقم 13: هل هو مجرد خرافة؟
من المعروف أن الرقم 13 يعتبر رقمًا غير محظوظ في العديد من الثقافات حول العالم. وهذه الأسطورة لا تقتصر على الحياة اليومية فقط، بل تمتد إلى صناعة الطيران أيضًا. في معظم الطائرات الحديثة، يتم تجنب تخصيص الكرسي رقم 13 لركاب الطائرة، مما يثير العديد من التساؤلات حول السبب وراء هذه الظاهرة.
تقول المضيفة التي عملت في شركات طيران عدة لسنوات طويلة، إن “الكرسي رقم 13” يعتبر مصدر قلق بالنسبة لبعض الركاب، ولذلك تختار شركات الطيران ببساطة تجنب وجود هذا الرقم في ترتيب المقاعد. الأمر ليس مرتبطًا بحسابات تقنية أو عملية، بل يعود إلى خوف البعض من الرقم 13 وتجنبهم الجلوس في المقعد الذي يحمل هذا الرقم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الراحة أو حتى القلق أثناء الرحلة.
الخرافات والأساطير المرتبطة بالرقم 13
منذ العصور القديمة، كان الرقم 13 يعتبر رقمًا غير محظوظ في العديد من الثقافات. في الثقافة الغربية، يعتبر البعض أن وجود 13 شخصًا على مائدة الطعام يمكن أن يؤدي إلى سوء الحظ. كما يُقال إن هناك علاقة بين هذا الرقم وحكايات أسطورية مرتبطة بالموت والمصير المجهول، مثل الأساطير التي تحدثت عن نهاية “الآلهة” أو “الفرسان” في الأساطير القديمة.
في عالم الطيران، فإن تجنب الرقم 13 هو امتداد لهذه الأسطورة. بعض الركاب يعتقدون أن الجلوس في الكرسي رقم 13 قد يجلب لهم الحظ السيء أو حتى المشاكل أثناء الرحلة. هذا التوجه الثقافي دفع شركات الطيران إلى الاستجابة لمخاوف الركاب من خلال تخصيص ترتيب المقاعد بشكل يحرمهم من هذا الرقم المثير للقلق.
التأثير النفسي على الركاب
من الناحية النفسية، تؤكد العديد من الدراسات أن الخرافات تؤثر بشكل حقيقي على سلوك البشر. إذا كان الشخص يؤمن بتأثير الرقم 13 على حياته، قد يعاني من القلق أو التوتر إذا وقع في هذا الرقم داخل الطائرة. هذا التوتر النفسي يمكن أن ينعكس على تجربة الرحلة بأكملها، مما يؤثر على راحة الركاب.
الخبراء النفسيون يشيرون إلى أن الاعتقاد في الخرافات يمكن أن يعزز التوتر العصبي لدى الأفراد، مما يجعلهم أكثر عرضة للقلق أثناء الرحلات الجوية. لذا، فإن شركات الطيران ببساطة تفضل تجنب هذه المسائل النفسية من خلال تقديم تجربة سفر أكثر راحة وسلاسة للركاب.
الحلول البديلة: كرسي “رقم 14” بدلًا من “13”
لتجنب هذه المخاوف، بدأت العديد من شركات الطيران بتخصيص مقعد بديل برقم “14” مباشرة بعد الرقم 12، متجاوزة الرقم 13 بالكامل. في بعض الأحيان، قد يظهر هذا الرقم في الأنظمة الداخلية للطائرات، لكنه لا يُدرج في الترتيب العادي للمقاعد. وبذلك، يتمكن الركاب الذين قد يكون لديهم شكوك أو مخاوف من الراحة أثناء الرحلة دون الحاجة للتعامل مع الرقم 13.