هل لاحظت من قبل أن معظم السفن، خاصة الكبيرة منها، يكون أسفل هيكلها مطليًا باللون الأحمر؟ ربما لم تفكر كثيرًا في الأمر، لكن الحقيقة وراء هذا اللون تحمل سرًا قديمًا ومثيرًا للدهشة.
القصة تعود إلى مئات السنين
في العصور القديمة، عندما كانت السفن تصنع من الخشب، كان البحارة يواجهون مشكلة خطيرة: الكائنات البحرية، مثل الطحالب والمحار والقشريات، التي كانت تلتصق بقاع السفينة، مما يؤدي إلى إبطائها وزيادة استهلاكها للوقود وصعوبة التحكم في حركتها.
الحل العبقري الذي غير عالم السفن
لحل هذه المشكلة، بدأ البحارة في استخدام طلاء خاص يحتوي على مركبات النحاس وأكسيد الزئبق، والتي لها خصائص سامة تمنع التصاق هذه الكائنات بأسفل السفينة والمفاجأة أن هذه المواد تعطي الطلاء لونًا أحمر مميزًا، ومن هنا بدأ تقليد طلاء قاع السفن بهذا اللون.
لماذا لا يزال اللون الأحمر مستخدمًا حتى اليوم؟
رغم التطورات التكنولوجية والمواد الحديثة المقاومة للكائنات البحرية، لا يزال اللون الأحمر شائعًا لعدة أسباب:
- التقليد البحري: استمر اللون الأحمر كموروث في صناعة السفن.
- سهولة المراقبة والصيانة: يساعد اللون الأحمر في كشف أي نمو غير مرغوب فيه للكائنات البحرية بسهولة.
- التصميم والهندسة البحرية: بعض الدهانات الحديثة ما زالت تعتمد على أكاسيد معدنية تمنحها اللون الأحمر، رغم توفر ألوان أخرى اليوم.
هل ستتخلى السفن عن اللون الأحمر في المستقبل؟
مع التقدم في الطلاءات الحديثة غير السامة، بدأت بعض السفن تستخدم ألوانًا أخرى مثل الأزرق أو الأسود ومع ذلك، يبقى اللون الأحمر رمزًا تقليديًا متجذرًا في عالم الملاحة البحرية.