شهدت الليرة التركية انخفاضًا جديدًا أمام الدولار الأمريكي، حيث سجل سعر الصرف يوم الأربعاء 26 مارس 2025 37.9890 ليرة للشراء و37.9910 ليرة للبيع في إسطنبول، ما يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية التي تواجه العملة التركية، ويثير تساؤلات حول العوامل المؤثرة في هذا التراجع والتداعيات المحتملة على الاقتصاد التركي.
أسباب تراجع الليرة التركية
تعاني الليرة التركية من عدة عوامل تسببت في انخفاض قيمتها أمام الدولار، أبرزها:
- ارتفاع معدل التضخم: بلغ التضخم السنوي في تركيا 68.5% في مارس 2025، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للعملة المحلية وارتفاع تكاليف المعيشة.
- عدم الاستقرار السياسي: تؤثر نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة على ثقة المستثمرين، حيث تزيد التوترات السياسية من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
- تراجع تدفقات رؤوس الأموال: يشهد الاقتصاد التركي انخفاضًا في الاستثمارات الأجنبية، مما يزيد الضغط على الليرة ويحد من قدرتها على التعافي.
- السياسات النقدية: رغم محاولات البنك المركزي التركي دعم الليرة من خلال رفع أسعار الفائدة، فإن ذلك لم ينجح بشكل كاف في استعادة ثقة الأسواق.

تداعيات انخفاض الليرة التركية
تؤثر قيمة الليرة المتراجعة بشكل مباشر على الاقتصاد التركي وحياة المواطنين، حيث:
- ارتفاع تكلفة الواردات: يؤدي انخفاض الليرة إلى زيادة أسعار السلع المستوردة، مما ينعكس سلبًا على الأسعار المحلية ويرفع معدلات التضخم.
- تراجع مستوى المعيشة: يواجه المواطنون ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، ما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة خاصة للفئات محدودة الدخل.
- زيادة تكلفة الاقتراض: يؤدي تراجع العملة إلى رفع أسعار الفائدة، مما يجعل التمويل أكثر تكلفة بالنسبة للشركات والأفراد، ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي.
- ضغط إضافي على البنك المركزي: قد يلجأ البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر للحد من التضخم ودعم الليرة، لكن ذلك قد يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد وزيادة العبء على المقترضين.