تعد اخراج زكاة الفطر من العبادات العظيمة التي شرعها الله تعالى على عباده، وهي واجبة على كل مسلم قادر مع نهاية شهر رمضان المبارك، فتكون بمثابة طهرة للصائم وتوسعة على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم مشروعيتها وأهميتها، كما أنها مرتبطة بدخول فرحة العيد على قلوب المسلمين. وفي المملكة العربية السعودية، يولي الناس عناية خاصة بهذه الزكاة، فتجد الجمعيات الخيرية، والجهات الرسمية، والمساجد تنظم حملات لتيسير إخراجها وضمان وصولها لمستحقيها في وقتها المحدد.
اخراج زكاة الفطر
حدد الشرع مقدار اخراج زكاة الفطر بصاع من غالب قوت أهل البلد، والصاع يقدر بنحو 2.5 إلى 3 كيلو تقريبًا بحسب نوع الحبوب. في السعودية، يعد الأرز والقمح والتمر من أكثر الحبوب شيوعًا في إخراج زكاة الفطر، نظرًا لاعتماد الناس عليها في طعامهم اليومي. أما من حيث القيمة النقدية، فقد جرى العرف على تقدير قيمة الصاع مالياً بما يعادل 25 إلى 30 ريالًا تقريبًا، حسب أسعار الحبوب في السوق، وهو ما تعلنه هيئة كبار العلماء سنويًا إرشادًا للناس.
ما الأصح في إخراجها مال أم حبوب
وقع الخلاف بين العلماء في مسألة إخراج زكاة الفطر نقدا بدلا من الحبوب، فذهب جمهور العلماء إلى أن الأصل هو إخراجها من الطعام، اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حيث كانوا يخرجونها صاعا من التمر أو الشعير أو غيرهما مما يطعم. بينما يرى فريق آخر، ومنهم بعض العلماء المعاصرين، جواز إخراج القيمة إذا كان ذلك أنفع للفقير، كأن يستطيع بها قضاء حاجاته الضرورية أو شراء ما يلزمه يوم العيد.
وفي السعودية، بسبب سهولة توزيع المال عبر الجمعيات الخيرية والجهات الرسمية، يختار بعض الناس دفعها مالاً، بينما يحرص آخرون على إخراجها حبوا طلبا للسنة واتباعا للأثر.
الرأي الراجح إخراجها حبوبا
بالنظر إلى الأدلة الشرعية وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن إخراج زكاة الفطر من الحبوب هو الأرجح والأفضل. وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يخرجون القيمة، بل كانوا يخرجون صاعا من طعام البلد. كما أن إخراجها حبوبا يحقق مقصد الزكاة في سد حاجة الفقير من الطعام في يوم العيد، وهو اليوم الذي قد يعاني فيه البعض من صعوبة الحصول على القوت. لذلك، فمن استطاع إخراجها حبوبا فذلك أولى وأفضل، ومن تعذر عليه وكان الفقير ينتفع بالمال أكثر فلا حرج في إخراجها نقدا على قول بعض أهل العلم.