“99% من مدرسين اللغة العربية مش عارفينها”… تأملات لغوية في جمع كلمة “سكر”…” عقلك هيقف بسببها”!!!

ليس كل ما يبدو بسيطًا في اللغة العربية يخلو من التعقيد؛ فاللغة التي وُصفت بأنها من أغزر اللغات في العالم تحمل في طياتها قضايا لغوية دقيقة تستدعي التأمل، من بين تلك القضايا التي أثارت نقاشًا واسعًا مؤخرًا، جاء سؤال جمع كلمة “سكر”، قد يظنه البعض سؤالًا عابرًا، إلا أنه كشف عن تباين كبير في وجهات النظر، حتى بين أهل الاختصاص، وأدى إلى جدل لغوي ممتد حول ما إذا كانت الصيغة الصحيحة للجمع هي “سكريات”، أم “أسكرة”، أم شيء آخر.

طبيعة الكلمة وأثرها على الجمع

كلمة “سكر” من الأسماء التي تُصنّف ضمن ما يُعرف بأسماء المواد، وهي في أصلها لا تُعد ولا تُجمع لأنها تشير إلى مادة تُؤخذ بالكيل أو الوزن، لا بالعدد، مثلها في ذلك كمثل “الملح” و”الماء”، ولهذا يرى كثير من اللغويين أن جمعها غير وارد بالمعنى التقليدي، بل يُلجأ إلى كلمات تدل على التنوع أو الكثرة كـ”سكريات”، للدلالة على الأنواع المختلفة من السكر، مع ذلك، ظهرت آراء أخرى تقترح صيغًا مثل “أسكرة” أو حتى “سكور”، استنادًا إلى جذور لغوية قديمة وأوزان نادرة الاستعمال.

download 18 1280x720 2

السياق هو الفيصل

المثير للدهشة أن بعض المعاجم التراثية احتوت على صيغ غير مألوفة لجمع هذه الكلمة، كـ”سكور”، مما يضيف إلى الحيرة، وعلى الرغم من أن هذه الصيغ ليست شائعة في الخطاب اليومي، فإنها تفتح الباب أمام تصور أوسع لتعدد إمكانيات التعبير في اللغة، والنتيجة أن الإجابة على هذا السؤال اللغوي ليست واحدة؛ فهي تتوقف على السياق الذي تستخدم فيه الكلمة، فإن كان المقصود التنوع في الأصناف، كانت “سكريات” أنسب، وإن كان الحديث لغويًا صرفًا، فربما تُقبل “أسكرة” عند بعض أهل اللغة، وهكذا تبرهن اللغة العربية من جديد على سعتها ومرونتها التي لا تنفد.